الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1889 99 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال : أخبرنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر ، قال : شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما ، يوم فطركم من صيامكم ، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يبين إبهام الترجمة ، وهو أن صوم يوم الفطر لا يصح ، وأبو عبيد اسمه سعد مولى ابن عبد الرحمن بن الأزهر بن عوف ، وينسب أيضا إلى عبد الرحمن بن عوف ؛ لأنهما ابنا عم القرشي الزهري ، مات سنة ثمان وتسعين ، وقال ابن الأثير : قد غلط من جعله ابن عم عبد الرحمن بن عوف ، بل هو عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف .

                                                                                                                                                                                  ذكر تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره :

                                                                                                                                                                                  أخرجه البخاري أيضا في الأضاحي ، عن حبان ، عن ابن المبارك ، وأخرجه مسلم في الصوم أيضا ، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك به ، وفي الأضاحي ، عن عبد الجبار بن العلي ، وعن حرملة بن يحيى ، وعن زهير بن حرب ، وعن حسن الحلواني ، وعن عبد بن حميد ، وأخرجه أبو داود في الصوم ، عن قتيبة ، وزهير بن حرب ، وأخرجه الترمذي ، عن محمد بن عبد الملك ، وأخرجه النسائي فيه ، عن إسحاق بن إبراهيم ، وفي الذبائح عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، وأخرجه ابن ماجه في الصوم ، عن سهل بن أبي سهل .

                                                                                                                                                                                  ذكر معناه :

                                                                                                                                                                                  قوله ( مولى ابن أزهر ) وفي رواية الكشميهني : مولى بني أزهر ، وكذا في رواية مسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله ( شهدت العيد ) زاد يونس ، عن الزهري في روايته التي تأتي في الأضاحي : يوم الأضحى .

                                                                                                                                                                                  قوله ( هذان يومان ) فيه التغليب ، وذلك أن الحاضر يشار إليه بهذا ، والغائب يشار إليه بذاك ، فلما أن جمعهما اللفظ قال : هذان ، تغليبا للحاضر على الغائب .

                                                                                                                                                                                  قوله ( يوم فطركم ) مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره أحدهما يوم فطركم ، وقال بعضهم : أو على البدل من قوله ( يومان ) .

                                                                                                                                                                                  قلت : هذا ليس بصحيح على ما لا يخفى .

                                                                                                                                                                                  قوله ( من صيامكم ) كلمة من بيانية ، وفي رواية يونس في الأضاحي : أما أحدهما فيوم فطركم .

                                                                                                                                                                                  قوله ( من نسككم ) بضم السين وسكونها ، أي : أضحيتكم ، وفائدة وصف اليومين الإشارة إلى العلة ، وهي في أحدهما وجوب الفطر ، وفي الآخر الأكل من الأضحية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية