الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1922 131 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثنا الليث عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ورجاله قد تكرر ذكرهم ، والليث هو ابن سعد ، وعقيل : بضم العين هو ابن خالد الأيلي ، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الصوم أيضا عن قتيبة ، عن الليث ، وأخرجه أبو داود ، والنسائي جميعا فيه عن قتيبة ، وحديث عائشة هذا مثل حديث ابن عمر السابق غير أن فيه زيادة وهي قولها : " حتى توفاه الله ثم اعتكفت أزواجه من بعده " وهذه الزيادة تدل على أنه لم ينسخ لقوله : " حتى توفاه الله تعالى " وأكد ذلك بقوله : " ثم اعتكفت أزواجه من بعده " أي : استمر حكمه بعده حتى في حق النساء ولا هو من الخصائص .

                                                                                                                                                                                  وفيه استحباب الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان وهو مجمع عليه استحبابا مؤكدا في حق الرجال ، واختلف العلماء في النساء ، قال النووي : وفي هذا الحديث دليل لصحة اعتكاف النساء ؛ لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان أذن لهن ولكن عند أبي حنيفة إنما يصح اعتكاف المرأة في مسجد بيتها وهو الموضع المهيأ في بيتها لصلاتها قال : ولا يجوز للرجل في مسجد بيته ، ومذهب أبي حنيفة قول قديم للشافعي ضعيف عند أصحابه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية