الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1978 (باب آكل الربا وشاهده وكاتبه)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان حكم آكل الربا، والربا اسم مقصور وحكي مده، وهو شاذ، والأصل فيه الزيادة; من ربا المال يربو ربوا إذا زاد، فيكتب بالألف، ولكن وقع في خط المصحف بالواو على لغة من يفخم. وعن الثعلبي: كتبوه في المصحف بالواو، وأجاز الكوفيون كتبه بالياء بسبب كسرة أوله، وغلطهم البصريون في ذلك، وقال الفراء: إنما كتبوه بالواو; لأن أهل الحجاز تعلموا الخط من أهل الحيرة، ولغتهم الربو بمضموم، وصورة الخط على لغتهم، وزعم أبو الحسن طاهر بن غلبون أن أبا السماك قرأ " الربو" بفتح الراء وضم الباء ويجعل معها واوا، وقال ابن قتيبة: قرأه أبو السماك وأبو السوار بكسر الراء وضم الباء وواو ساكنة، وقراءة الحسن بالمد والهمزة، وقراءة حمزة والكسائي بالإمالة، وقراءة الباقين بالتفخيم. وفي شرح المهذب: أنت بالخيار في كتبه بالألف والواو والياء، والرماء بالمد والميم بالضم، والربية بالضم والتخفيف لغة فيه.

                                                                                                                                                                                  وهو في الشرع الزيادة على أصل المال من غير عقد تبايع، قاله ابن الأثير، وقال أصحابنا: الربا فضل مال بلا عوض في معاوضة مال بمال، كما إذا باع عشرة دراهم بأحد عشر درهما; فإن الدرهم فيه فضل، وليس في مقابله شيء، وهو عين الربا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وشاهده " أي وفي حكم شاهده، أو في إثم شاهده وإثم كاتبه، وفي رواية الإسماعيلي "وشاهديه" بالتثنية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية