الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  191 ( باب صب النبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءه على المغمى عليه )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان صب النبي عليه الصلاة والسلام وضوءه ، بفتح الواو ، وهو الماء الذي توضأ به - على من أغمي عليه ، يقال : أغمي عليه بضم الهمزة ، فهو مغمى عليه ، وغمي بضم الغين ، وتخفيف الميم ، فهو مغمي عليه بصيغة المفعول ; لأن أصله مغموي على وزن مفعول ، اجتمعت الواو والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت ياء ، ثم أدغمت الياء في الياء ، فصار مغمي بضم الميم الثانية ، وتشديد الياء ، ثم أبدلت من ضمة الميم كسرة لأجل الياء ، فصار مغمي ، والإغماء والغشي بمعنى واحد . قاله الكرماني . وليس كذلك ، فإن الغشي مرض يحصل من طول التعب ، وهو أخف من الإغماء ، والفرق بينه وبين الجنون والنوم أن العقل يكون في الإغماء مغلوبا ، وفي الجنون يكون مسلوبا ، وفي النوم يكون مستورا .

                                                                                                                                                                                  والمناسبة بين البابين : من حيث إن في كل واحد منهما نوعا من الوضوء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية