الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  193 59 - حدثنا محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى : أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بقدح فيه ماء ، فغسل يديه ووجهه فيه ، ومج فيه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  بيان رجاله : وهم خمسة :

                                                                                                                                                                                  الأول : محمد بن العلاء ، بالمهملة وبالمد .

                                                                                                                                                                                  الثاني : أبو أسامة حماد بن أسامة .

                                                                                                                                                                                  الثالث : بريد بضم الباء الموحدة ، وفتح الراء ، وسكون الياء آخر الحروف ، ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى ، واسم أبي بردة الحارث ، ويقال : عامر ، ويقال : اسمه كنيته ، وأبو موسى اسمه عبد الله بن قيس الأشعري ، وهذا الإسناد بعينه تقدم في باب فضل من علم وعلم . ولا تفاوت بينهما إلا في لفظ حماد ، فإنه ذكر هنا بالكنية ، وثمة بالاسم .

                                                                                                                                                                                  بيان لطائف إسناده : منها أن فيه التحديث بصيغة الجمع والعنعنة .

                                                                                                                                                                                  ومنها : أن رواته كلهم كوفيون .

                                                                                                                                                                                  ومنها : أن فيه ثلاثة مكيون .

                                                                                                                                                                                  بيان المعنى والإعراب :

                                                                                                                                                                                  قوله ( مج فيه ) أي صب فيه ، ومنه مج لعابه إذا قذفه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فيه ماء ) جملة اسمية في موضع الجر ; لأنها صفة لقدح .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فغسل يديه ) الفاء للعطف على دعا بالمهملة ، ومعنى دعا طلب .

                                                                                                                                                                                  قوله ( ووجهه ) بالنصب عطف على قوله ( يديه ) ، وقوله ( ومج ) عطف على ( غسل ) .

                                                                                                                                                                                  بيان استنباط الأحكام :

                                                                                                                                                                                  الأول : قال الكرماني : هذا الحديث يدل على الغسل في القدح بفتح الغين ، لا على الغسل بضم الغين ، ولا على الوضوء .

                                                                                                                                                                                  الثاني : قال الداودي : فيه جواز الوضوء بماء قد مج فيه .

                                                                                                                                                                                  الثالث : فيه دلالة على جواز الشرب منه ، وكذا الإفراغ منه على الوجوه والنحور ; لأن تمام الحديث أخرجه البخاري معلقا ، عن أبي موسى في باب استعمال فضل وضوء الناس ، وقد ذكرنا بقية الكلام هناك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية