الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 30 ] مطابقة هذه الآية الكريمة للترجمة في قوله : على ما ملكت أيمانهم ، والخطاب فيه للمشركين ، فأثبت لهم ملك اليمين مع كون ملكهم غالبا على غير الأوضاع الشرعية ، وقيل : مقصوده صحة ملك الحربي وملك المسلم عنه ، قلت : إذا صح ملكهم يصح تصرفهم فيه بالبيع والشراء والهبة والعتق ونحوها ، وقال ابن التين : معناه أن الله فضل الملاك على مماليكهم فجعل المملوك لا يقوى على ملك مع مولاه ، واعلم أن المالك لا يشرك مملوكه فيما عنده ، وهما من بني آدم ، فكيف تجعلون بعض الرزق الذي يرزقكم الله لله وبعضه لأصنامكم ، فتشركون بين الله وبين الأصنام ، وأنتم لا ترضون ذاك مع عبيدكم لأنفسكم .

                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال : تضمنت التقريع للمشركين والتوبيخ لهم على تسويتهم عبادة الأصنام بعبادة الرب تعالى وتعظم ، فنبههم الله تعالى على أن مماليكهم غير مساوين في أموالهم ، فالله تعالى أولى بإفراد العبادة ، وأنه لا يشرك معه أحد من عبيده ; إذ لا مالك في الحقيقة سواه ، ولا يستحق الإلهية غيره .

                                                                                                                                                                                  قوله : أفبنعمة الله يجحدون الاستفهام على سبيل الإنكار معناه لا تجحدوا نعمة الله ، ولا تكفروا بها ، وجحودهم بأن جعلوا ما رزقهم الله لغيره ، وقيل : أنعم الله عليهم بالبراهين فجحدوا نعمه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية