الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2119 176 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : أخبرني الليث عن سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ، ولا يثرب عليها ، ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب ، ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور عن أبي هريرة وحده ، أخرجه عن عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى أبي القاسم القرشي العامري الأويسي المدني ، وهو من أفراده ، عن الليث بن سعد ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه أبي سعيد كيسان مولى بني ليث ، وهذا أخرجه البخاري أيضا في المحاربين عن عبد الله بن يوسف ، وأخرجه مسلم في الحدود ، والنسائي في الرحم جميعا عن عيسى بن حماد ، كلاهما عن الليث به .

                                                                                                                                                                                  قوله فتبين ، أي : ظهر زناها وثبت . قوله : ولا يثرب ، أي : ولا [ ص: 51 ] يوبخها بالزنا بعد الضرب ، والتثريب اللوم ، وقيل : أراد لا يقع في عقوبتها التثريب ، بل يضربها الحد ، فإن زنا الإماء لم يكن عند العرب مكروها ولا منكرا ، فأمرهم بحد الإماء كما أمرهم بحد الحرائر ، ومادته ثاء مثلثة وراء وباء موحدة . قوله : ولو بحبل ، أي : ولو كان بحبل من شعر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية