الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2141 1 - ( حدثنا محمد بن يوسف قال : حدثنا سفيان عن أبي بردة قال : أخبرني جدي أبو بردة ، عن أبيه أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : الخازن الأمين الذي يؤدي ما أمر به طيبة نفسه أحد المتصدقين ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته لقوله : " والخازن الأمين " وهي ظاهرة ، لكن قيل : الحديث ليس فيه ذكر الإجارة ، فلا يكون من هذا الباب ، وأجاب ابن التين بأن البخاري إنما أراد أن الخازن لا شيء له في المال وإنما هو أجير .

                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال : إنما أدخله في هذا الباب ; لأن من استؤجر على شيء فهو أمين ، وليس عليه في شيء منه ضمان إن فسد أو تلف إلا إن كان ذلك بتضييعه .

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني : دخول هذا الحديث في باب الإجارة للإشارة إلى أن خازن مال الغير كالأجير لصاحب المال .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث قد مضى في كتاب الزكاة في باب أجر الخادم إذا تصدق ، فإنه أخرجه هناك عن محمد بن العلاء عن يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى آخره بأتم منه ، وهنا أخرجه عن محمد بن يوسف بن واقد أبو عبد الله الفريابي ، سكن قيسارية الشام عن سفيان الثوري عن أبي بردة بضم الباء الموحدة وسكون الراء ، واسمه بريد بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف ابن عبد الله ، يروي عن جده أبي بردة ، واسمه عامر - على الأشهر - عن أبيه أبي موسى الأشعري ، واسمه عبد الله بن قيس ، وقد مضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله " ما أمر به " على صيغة المجهول ، قوله : " طيبة " نصب على الحال ، قوله : " نفسه " مرفوع بطيبة ، ويروى طيب نفسه ، بإضافة طيب إلى نفس ، وإنما انتصب حالا ، والحال لا يقع معرفة لكون الإضافة فيه لفظية ، فلا يفيد التعريف ، ويروى طيب نفسه بالرفع فيهما على أن طيب يكون خبر مبتدأ محذوف ، ونفسه فاعله أو تأكيد ، قوله : " أحد المتصدقين " بلفظ التثنية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية