الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  205 71 - حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية : أن أباه أخبره : أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة ، فدعي إلى الصلاة ، فألقى السكين فصلى ولم يتوضأ .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  بيان رجاله :

                                                                                                                                                                                  وهم ستة : الأول : يحيى بن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير المصري .

                                                                                                                                                                                  الثاني : الليث بن سعد المصري .

                                                                                                                                                                                  الثالث : عقيل بضم العين ، ابن خالد الأيلي المصري . سبقوا في كتاب الوحي .

                                                                                                                                                                                  الرابع : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري .

                                                                                                                                                                                  الخامس : جعفر بن عمرو بن أمية .

                                                                                                                                                                                  السادس : أبوه عمرو بن أمية .

                                                                                                                                                                                  بيان لطائف إسناده : منها أن فيه التحديث بصيغة الجمع ، والعنعنة ، والإخبار .

                                                                                                                                                                                  ومنها : أن ثلاثة من رواته مصريون ، والثلاثة الباقية مدنيون .

                                                                                                                                                                                  ومنها : أن فيهم إمامين كبيرين .

                                                                                                                                                                                  ذكر تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره :

                                                                                                                                                                                  أخرجه البخاري أيضا في الصلاة ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، وفي الجهاد كذلك ، وفي الأطعمة ، عن أبي اليمان ، وفيها عن محمد بن مقاتل أيضا .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه مسلم في الطهارة عن محمد بن الصباح ، وعن أحمد بن عيسى .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه الترمذي في الأطعمة عن محمود بن غيلان .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه النسائي في الوليمة ، عن أحمد بن محمد .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه ابن ماجه في الطهارة ، عن عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم .

                                                                                                                                                                                  بيان المعنى وغيره :

                                                                                                                                                                                  قوله ( يحتز بالحاء المهملة ، وبالزاي ) أي يقطع ، يقال : احتزه أي قطعه ، وزاد البخاري في الأطعمة من طريق معمر ، عن الزهري : يأكل منها ، وفي الصلاة من طريق صالح ،عن الزهري : يأكل ذراعا يحتز منها ، وفي أخرى : يحتز من كتف يأكل منها .

                                                                                                                                                                                  قوله ( من كتف شاة ) قال ابن سيده : الكتف العظم بما فيه ، وهي أنثى ، والجمع أكتاف ، يقال : كتف بفتح الكاف وكسر التاء ، وكتف بكسر الكاف وسكون التاء ، وقيل : هي عظم عريض خلف المنكب ، وهي تكون للناس وغيرهم ، والكتف من الإبل ، والخيل ، والبغال ، والحمير ، وغيرها : ما فوق العضد ، وقيل : الكتفان أعلى اليدين ، والجمع أكتاف ، قال سيبويه : لم يجاوزوا به هذا البناء ، وحكى اللحياني في جمعه كتفة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فألقى السكين ) زاد في الأطعمة ، عن أبي اليمان ، عن شعيب ،عن الزهري ، : فألقاها ، والسكين على وزن فعيل كشريب ، يذكر ويؤنث ، وحكى الكسائي : سكينة ، ولعله سمى به ; لأنه يسكن حركة المذبوح به .

                                                                                                                                                                                  بيان استنباط الأحكام :

                                                                                                                                                                                  الأول : فيه دلالة على أن أكل ما مسته النار لا يوجب الوضوء ، وقد ذكرناه .

                                                                                                                                                                                  الثاني : فيه جواز قطع اللحم بالسكين .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : ورد النهي عن ذلك في ( سنن أبي داود ) ؟ قلت : حديث ضعيف ، فإذا ثبت خص بعدم الحاجة الداعية إلى ذلك لما فيه من التشبه بالأعاجم وأهل الترف .

                                                                                                                                                                                  الثالث : فيه جواز دعاء الأئمة إلى الصلاة ، وكان الداعي في الحديث بلالا رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                  الرابع : فيه قبول الشهادة على النفي ، إذا كان النفي محصورا مثل هذا ، أعني قوله : ولم يتوضأ .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية