الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5118 - (صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) (ت ه حب) عن أبي قتادة - (صح) .

التالي السابق


(صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله) ؛ أي: أرجو منه، قال ابن الأثير : الاحتساب على الله البدار إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال أنواع البر، قال الطيبي : وكان القياس أرجو من الله فوضع محله أحتسب وعداه بعلى التي للوجوب على سبيل الوعد مبالغة في تحقق حصوله (أن يكفر السنة التي قبله) يعني يكفر الصغائر؛ أي: المكتسبة فيها (والسنة التي بعده) بمعنى أنه تعالى يحفظه أن يذنب فيها أو يعطى من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها أو يكفرها حقيقة ولو وقع فيها ويكون المكفر مقدما على المكفر قال صاحب العدة: وذا لا يوجد شيء مثله في شيء من العبادات (وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) قيل: لم يتعرضوا لتوجيه قوله أحتسب، ولم يجزم بتكفيرها كما جزم في خبر (الصلوات الخمس مكفرات) وقد يقال: وعد الله رسوله أن يكفر ذنوب صائم عرفة مدة طويلة قبله وبعده، وصائم عاشوراء مدة قبله، فمعناه أرجو على عدة أن يكفر هذا المقدار، والمراد فيه وفيما قبله تكفير الصغائر لا الكبائر كما مر ويأتي له نظائر

(ت هـ حب عن أبي قتادة) ظاهره أنه لم يخرجه من الأربعة إلا هذان، وليس كذلك بل خرجه الجماعة جميعا إلا البخاري، وعجب للمصنف كيف خفي عليه حديث ثابت في مسلم



الخدمات العلمية