الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5341 - ( الطمع يذهب الحكمة من قلوب العلماء ) (في نسخة سمعان عن أنس) - (ح) .

التالي السابق


(الطمع يذهب الحكمة من قلوب العلماء) ولهذا لما سئل كعب الأحبار بحضرة عمر : ما يذهب بالعلم من قلوب العلماء بعد أن حفظوه وعقلوه؟ قال: الطمع وشره النفس وطلب الحاجة إلى الناس، وقال الوراق : لو قيل للطمع من أبوك؟ قال: الشك في المقدور، ولو قيل: ما حرفتك؟ قال: اكتساب الذل، ولو قيل: ما غايتك: قال الحرمان، قال الحرالي : والطمع تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له، فينبغي للعالم ألا يشين علمه وتعليمه بالطمع ولو ممن يعلمه بنحو مال أو خدمة وإن قل ولو على صورة الهدية التي لولا اشتغاله عليه لم يهدها، وقد حث الأئمة على ألا يدنس العلم بالأطماع ولا يذل بالذهاب إلى غير أهله من أبناء الدنيا بلا ضرورة إلى من يتعلمه منه وإن عظم شأنه وكبر قدره وسلطانه، والحكايات عن مالك وغيره مشهورة، فعلى العالم تناول ما يحتاجه من الدنيا على الوجه المعتدل من القناعة لا الطمع، وأقل درجاته أن يستقذر التعلق بالدنيا ولا يبالي بفوتها فإنه أعلم الناس بخستها وسرعة زوالها وحقارتها وكثرة عنائها وقلة غنائها

(في نسخة سمعان عن أنس ) كذا بخط المصنف



الخدمات العلمية