الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5573 - ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد) (حم ت ك هق) عن بلال، (ت ك هق) عن أبي أمامة ، ( ابن عساكر ) عن أبي الدرداء، (طب) عن سلمان، ( ابن السني ) عن جابر - (صح) .

التالي السابق


(عليكم بقيام الليل) يعني التهجد فيه (فإنه دأب الصالحين) ؛ أي: عادتهم وشأنهم، من دأب في العمل إذا جد فحولوه إلى العادة والشأن (قبلكم) ؛ أي: هي عادة قديمة واظب عليها الكمل السابقون واجتهدوا في إحراز فضلها ومنه قوله تعالى وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ؛ أي: مواظبين على إصلاح العالم (وقربة إلى الله تعالى) وفي رواية وهو قربة لكم إلى ربكم، نكر القربة إيذانا بأن لها شأنا وأتى بالجملة ولم يعطف قربة على دأب الصالحين لتدل باستقلالها على مزيد تقريب (ومنهاة) بفتح الميم وسكون النون (عن الإثم) ؛ أي: حال من شأنها أن تنهى عن الإثم مفعلة من النهي والميم زائدة، وقال القاضي : مفعلة بمعنى اسم فاعل ونظائره كثيرة مطهرة ومرضاة ومبجلة (وتكفير للسيئات) ؛ أي: خصلة تكفر سيئاتكم (ومطردة للداء عن الجسد) ؛ أي: حالة شأنها إبعاد الداء، مفعلة من الطرد قال القاضي : معناه أن قيام الليل قربة تقربكم إلى ربكم وخصلة تكفر سيئاتكم وتنهاكم عن المحرمات إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال ابن الحاج : وفي قيام الليل من الفوائد أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة وينور القبر ويحسن الوجه ويذهب الكسل وينشط البدن، وترى الملائكة موضعه من السماء كما يتراءى الكوكب الدري لنا من السماء

(حم ت ك هق عن بلال ) وقال الترمذي : حديث حسن غريب ولا يصح سمعت محمدا يعني البخاري يقول: محمد القرشي هو ابن سعد الشامي : ترك حديثه (ت ك هق عن أبي أمامة ) الباهلي ( ابن عساكر ) في التاريخ (عن أبي الدرداء، طب عن سلمان) الفارسي ( ابن السني عن جابر ) قال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي ، وقال الهيثمي: في سند الطبراني عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ضعفه أبو داود ووثقه ابن حبان



الخدمات العلمية