الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5797 - (الغزو غزوان فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد في الأرض فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف) (حم د ن ك هب) عن معاذ- (صح) .

التالي السابق


(الغزو غزوان) قال القاضي : الغزو غزوان غزو على ما ينبغي وغزو على ما لا ينبغي فاختصر الكلام واستغنى بذكر الغزاة وعد أصنافها وشرح حالهم وبيان أحكامهم عن ذكر القسمين وشرح كل واحد منهما مفصلا (فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى) ؛ أي: طلبا للأجر الأخروي منه لا لأجل حظه من الغنيمة ولا ليقال فلان شجاع (وأطاع الإمام) ؛ أي: في غزوه فأتى به على ما أمره (وأنفق الكريمة) ؛ أي: الناقة العزيزة عليه المختارة عنده وقيل نفسه (وياسر الشريك) ؛ أي: أخذ باليسر والسهولة مع الرفيق نفعا بالمعونة وكفاية للمؤونة (واجتنب الفساد في الأرض) بأن لم يتجاوز الحد المشروع في نحو قتل ونهب وتخريب (فإن نومه ونبهه) بفتح فسكون: يقظته (أجر كله) ؛ أي: ذو أجر وثواب، والمراد أن من كان هذا شأنه فجميع حالاته من حركة وسكون ونوم ويقظة جالبة للثواب بمعنى أن كلا من ذلك أجر، فقوله كله مبتدأ وأجر خبره ولا يصح جعل كله تأكيدا ذكره القاضي والطيبي (وأما من غزا فخرا ورياء) بالمد (وسمعة) بضم السين؛ أي: ليراه الناس ويسمعوه (وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف) ؛ أي: الثواب وهو مأخوذ من كفاف الشيء وهو خياره أو من الرزق؛ أي: لم يرجع بخير أو بثواب يغنيه يوم القيامة؛ أي: لم يعد من الغزو رأسا برأس بحيث لا أجر ولا وزر بل عليه الوزر؛ لأنه لم يغز

(حم ت ك هب عن معاذ) بن جبل، قال الحاكم: صحيح وقال المناوي: فيه بقية، وفيه ضعيف



الخدمات العلمية