الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
581 - " إذا خفيت الخطيئة؛ لا تضر إلا صاحبها؛ وإذا ظهرت؛ فلم تغير؛ ضرت العامة " ؛ (طس)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح).

التالي السابق


(إذا خفيت الخطيئة) ؛ أي: استترت؛ قال الزمخشري : " خفي الشيء" ؛ و" اختفى" ؛ استتر؛ و" برح الخفاء" ؛ و" زالت الخفية؛ فظهر الأمر" ؛ و" فعل ذلك في خفية" ؛ و" هو أخفى من الخافية" ؛ و" إذا حسن من المرأة خفياها؛ حسن الباقي" ؛ وهما صوتها؛ وأثر وطئها؛ لأن رخامة صوتها تدل على خفرها؛ وتمكن وطئها يدل على ثقل أردافها؛ و" الخطيئة" : اسم لـ " الخطأة" ؛ على " الفعلة" ؛ بالكسر؛ وهي الذنب؛ (لا تضر إلا صاحبها) ؛ أي: فاعلها؛ لأن غيره لا يتصور أن يغير ما لم يطلع عليه؛ فلا تقصير منه؛ فهو معذور؛ وأما الآية: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ؛ وخبر: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: " نعم؛ إذا كثر الخبث" ؛ فهو فيمن لم يظلم؛ ولم يشارك في فعل الخبائث؛ لكنه اطلع ولم ينكر؛ مع القدرة؛ (وإذا ظهرت) ؛ أي: برزت بعد الخفاء؛ (فلم تغير) ؛ بالبناء للمجهول؛ أي: لم يغيرها الناس؛ مع القدرة؛ وسلامة العاقبة؛ (ضرت العامة) ؛ أي: عموم الناس؛ فاستحقوا بذلك العقاب في هذه الدار؛ ويوم المآب؛ لأن إظهار المعاصي؛ والسكوت عليها؛ استهانة بالدين من جميع المسلمين؛ فيستحقون العذاب لتركهم ما توجه عليهم من القيام بفرض الكفاية؛ قال الغزالي: فحق على [من رأى] من يسيء صلاته في الجامع أن ينكر عليه؛ وأن يمنع المنفرد من الوقوف خارج الصف؛ وينكر على من رفع رأسه قبل الإمام؛ ويأمر بتسوية الصفوف؛ وفيه حث عظيم على الأمر بالمعروف؛ والنهي عن المنكر؛ وأنه من أهم الأمور؛ وقد ذم الله (تعالى) قوما تركوا ذلك؛ فقال: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ؛ الآية؛ يعني: لا ينهى بعضهم بعضا.

(طس؛ عن أبي هريرة ) ؛ رمز لحسنه؛ وهو غير صواب؛ فقد أعله الهيتمي؛ وغيره بأن فيه مروان بن سالم الغفاري؛ متروك.



الخدمات العلمية