الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
602 - " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه؛ فأبت؛ فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح " ؛ (حم ق د) ؛ عن أبي هريرة .

التالي السابق


(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه) ؛ ليطأها؛ (فأبت) ؛ امتنعت؛ بلا عذر؛ وليس حقيقة الإباء هنا بمرادة؛ إذ هو أشد الامتناع؛ والشدة غير شرط؛ كما تفيده أخبار أخر؛ (فبات) ؛ أي: فبسبب ذلك بات وهو؛ (غضبان عليها) ؛ فقد ارتكبت جرما فظيعا؛ ومن ثم؛ (لعنتها الملائكة حتى تصبح) ؛ يعني: ترجع؛ كما في رواية أخرى؛ قال ابن أبي حمزة : وظاهره اختصاص اللعن بما إذا وقع ذلك ليلا؛ وسره تأكيد ذلك الشأن ليلا؛ وقوة الباعث إليه فيه؛ ولا يلزم منه حل امتناعها نهارا؛ وإنما خص الليل لكونه المظنة؛ وفيه إرشاد إلى مساعدة الزوج؛ وطلب رضاه؛ وأن يصبر الرجل على ترك الجماع؛ أضعف من صبر المرأة؛ وأن أقوى المشوشات على الرجل داعية النكاح؛ ولذلك حث المرأة على مساعدته على كسر شهوته؛ ليفرغ فكره للعبادة؛ أهـ؛ قال العراقي: وفيه أن إغضاب المرأة لزوجها حتى يبيت ساخطا عليها؛ من الكبائر؛ وهذا إذا غضب بحق.

(حم ق د؛ عن أبي هريرة ) ؛ وروى عنه النسائي ؛ وفي رواية لمسلم: " إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها؛ حتى يرضى عنها" .



الخدمات العلمية