الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
658 - " إذا زخرفتم مساجدكم؛ وحليتم مصاحفكم؛ فالدمار عليكم " ؛ الحكيم؛ عن أبي الدرداء ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا زخرفتم مساجدكم) ؛ أي: حسنتموها بالنقش؛ والتزويق؛ قال الراغب : " الزخرف" : الزينة المزوقة؛ ومنه قيل للذهب: " زخرف" ؛ وفي الصحاح: " الزخرف" : الذهب؛ ثم شبه به كل مموه مزوق؛ (وحليتم) ؛ زينتم؛ (مصاحفكم) ؛ بالذهب؛ والفضة؛ جمع " مصحف" ؛ مثلث الميم؛ وأصله الضم؛ كما في الصحاح؛ لأنه مأخوذ من " أصحف" ؛ أي: جمعت فيه الصحف؛ أي: الكتب؛ (فالدمار) ؛ بفتح الدال المهملة؛ مخففا: الهلاك؛ قال الزمخشري : " الدمار" : الهلاك المستأصل؛ (عليكم) ؛ دعاء؛ أو خبر؛ فزخرفة المساجد؛ وتحلية المصاحف منهي عنهما؛ لأن ذلك يشغل القلب؛ ويلهي عن الخشوع والتدبر والحضور مع الله (تعالى)؛ والذي عليه الشافعية أن تزويق المسجد - ولو الكعبة - بذهب؛ أو فضة؛ حرام مطلقا؛ وبغيرهما مكروه؛ ويحرم مما وقف عليه؛ وأن تحلية [ ص: 367 ] المصحف بذهب يجوز للمرأة؛ لا للرجل؛ وبالفضة يجوز مطلقا.

( الحكيم) ؛ الترمذي ؛ وكذا ابن المبارك ؛ في الزهد؛ (عن أبي الدرداء ) ؛ بإسناد ضعيف.



الخدمات العلمية