الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6944 - كان يأمر بالباه وينهى عن التبتل نهيا شديدا (حم) عن أنس. (ح)

التالي السابق


(كان يأمر بالباه) يعني النكاح ، وهل المراد هنا العقد الشرعي أو الوطء ؟ فيه احتمالان ، لكن من المعلوم أن العقد لا يراد به إلا الوطء ، كذا زعمه ابن بزيزة ، وهو في حيز المنع ، فقد يريد الرجل العقد لتصلح المرأة له شأنه وتضبط بيته وعياله على العادة المعروفة ولا يريد الوطء ، والصواب أن المراد الوطء لتصريح الأخبار بأن حثه على التزويج لتكثير أمته ، وذا لا يحصل بمجرد العقد فافهم (وينهى عن التبتل) أي رفض الرجل للنساء وترك التلذذ بهن وعكسه ، فليس المراد هنا مطلق التبتل الذي هو ترك الشهوات والانقطاع إلى العبادة ، بل تبتل خاص وهو انقطاع الرجال عن النساء وعكسه (نهيا شديدا) تمامه عند مخرجه أحمد: ويقول تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ، وكان التبتل من شريعة النصارى ، فنهى عنه أمته اه

(حم) والطبراني في الأوسط من حديث حفص بن عمر (عن أنس) وقد ذكره ابن أبي حاتم ، وروى عنه جمع ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، ذكره الهيثمي ، ورواه عنه ابن حبان أيضا باللفظ المزبور ، ومن ثم رمز لحسنه .



الخدمات العلمية