الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7673 - ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة ، إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله ، إلا من قال مثل قوله أو زاد (طب) عن أبي الدرداء . (ض)

التالي السابق


(ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة ، إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه) أي والحال أن وجهه في النور والإضاءة (كالقمر ليلة البدر) وهي ليلة أربع عشرة (ولم يرفع) يومئذ لأحد (عمل) من الأعمال الصالحة (أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد) عليه ، وفوائد "لا إله إلا الله" لا تحصى ، منها حصول الهيبة للمداوم عليها ، قال الإمام الرازي: القلب إذا تجلى فيه نور هذه الكلمة ، كان ذلك التجلي نور الربوبية ، ونور الربوبية إذا تجلى في القلب استعقب حصول قوة الهيبة بالله ، ولهذا صار العارفون المستغرقون في أنوار جلال الله يحتقرون الأحوال الدنيوية ، ويحتقرون عظماء الملوك ، ولا يبالون بالقتل ، ولا يقيمون لشيء من طيبات الدنيا وزنا ، وكل ذلك يدل على استعلاء قوة هذه الكلمة على جميع الأشياء ، فإن سلطان كل شيء يضمحل في سلطان جلالها. كان إبراهيم الخواص بالبادية ، فظهر عليه شيء من هذه الأحوال ، فاضطجع ، فجاء السباع فأحاطوا به ، فلم يبال به ، فخاف صاحبه فصعد شجرة وبقي هناك خائفا ، وفي الليلة الثانية زال ذلك الوجد ، فوقعت بعوضة على يده فتألم ، فقال صاحبه: ما جزعت في البارحة من السباع وجزعت الليلة من بعوضة ؟ قال: البارحة نزل في القلب سلطان الجلال ، فبقوته لم أبال بجميع الملوك ، والآن غاب ، فظهر العجز كما ترى

(طب عن أبي الدرداء ) قال الهيثمي : فيه عبد الوهاب بن الضحاك ، وهو متروك.



الخدمات العلمية