الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7776 - ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده (د) عن أبي هريرة . (صح) [ ص: 409 ]

التالي السابق


[ ص: 409 ] (ما اجتمع قوم) هم الرجال فقط ، أو مع النساء على الخلاف ، والمراد هنا العموم ، فيحصل لهن الجزاء الآتي باجتماعهن على ما قيل ، لكن الأقرب خلافه ، ونكره ليفيد حصول الثواب لكل من اجتمع لذلك بغير وصف خاص فيهم كزهد أو علم (في بيت من بيوت الله تعالى) أي مسجد ، وألحق به نحو مدرسة ورباط ، فالتقييد بالمسجد غالبي فلا يعمل بمفهومه (يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم) أي يشتركون في قراءة بعضهم على بعض وكثرة درسه ، ويتعهدونه خوف النسيان ، وأصل الدراسة: التعهد ، وتدارس: تفاعل للمشاركة (إلا نزلت عليهم السكينة) فعيلة من السكون للمبالغة ، والمراد هنا: الوقار أو الرحمة (وغشيتهم الرحمة) أي الطمأنينة ألا بذكر الله تطمئن القلوب أي تسكن وترجع لجميع أقضية الحق ، أو المراد صفاء القلب بنوره ، وذهاب الظلمة النفسانية ، وحصول الذوق والشوق ، وأقول: الأحسن إرادة الكل معا ، والحمل على الأعم أتم (وحفتهم الملائكة) أي أحاطت بهم ملائكة الرحمة والبركة إلى سماء الدنيا ، ورفرفت عليهم الملائكة بأجنحتهم يستمعون الذكر ، قيل: ويكونون بعدد القراء (وذكرهم الله) أثنى عليهم أو أثابهم (فيمن عنده) من الأنبياء وكرام الملائكة ، والعندية عندية شرف ومكانة لا عندية مكان لاستحالتها ، قال النووي : وفيه فضل الاجتماع على تلاوة القرآن حتى بالمسجد

(هـ عن أبي هريرة ) صنيعه مؤذن بأن هذا مما لم يتعرض أحد الشيخين لتخريجه ، وهو ذهول ، فقد رواه مسلم باللفظ المزبور عن أبي هريرة .



الخدمات العلمية