الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
794 - " إذا قرأ الرجل القرآن؛ واحتشى من أحاديث رسول الله؛ وكانت هناك غريزة؛ كان خليفة من خلفاء الأنبياء " ؛ الرافعي؛ في تاريخه؛ عن أبي أمامة ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا قرأ الرجل) ؛ يعني: الإنسان؛ ولو أنثى؛ (القرآن) ؛ أي: تدبره؛ وتفقهه؛ وعرف حلاله؛ وحرامه؛ ومحكمه؛ ومتشابهه؛ وخاصه؛ وعامه؛ وغير ذلك مما هو معلوم؛ (واحتشى) ؛ أي: امتلأ جوفه؛ من " حشوت الوسادة؛ حشوا" ؛ وهذا بناء على أن الرواية بشين معجمة؛ فإن كانت بمهملة؛ فهو من " حسا السويق؛ أو المرق؛ حسوا" ؛ ملأ فمه؛ وهما متقاربان؛ (من أحاديث رسول الله) - صلى الله عليه وسلم -؛ حفظا؛ ومعرفة؛ ومعنى؛ (وكانت هناك) ؛ أي: في ذلك الإنسان؛ وذكره بكاف البعد؛ إشارة لبعد مناله على البعض؛ (غريزة) ؛ بغين معجمة؛ فراء مهملة؛ فزاي: طبيعة عارفة بفقه الحديث؛ وملكة يقتدر بها على استنباط الأحكام منها؛ ومعرفة الخاص؛ والعام؛ والمطلق؛ والمقيد؛ والناسخ؛ والمنسوخ؛ والمجمل؛ والمبين؛ وغير ذلك مما هو مشروط في الفقه؛ (كان خليفة من خلفاء الأنبياء) ؛ لأن العلماء خلفاء الأنبياء؛ وورثتهم؛ وهذا فيمن عمل بما علم من ذلك؛ كما مر؛ ويأتي.

(الرافعي) ؛ إمام الدين؛ القزويني؛ نسبة إلى " رافع" ؛ أو " رافعان" ؛ في تاريخه؛ تاريخ قزوين؛ (عن أبي أمامة) ؛ الباهلي .



الخدمات العلمية