الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
" إذا كبر الإمام؛ فكبروا؛ وإذا ركع؛ فاركعوا؛ وإذا سجد فاسجدوا؛ وإذا رفع رأسه من الركوع؛ فارفعوا؛ وإن صلى جلوسا؛ فصلوا جلوسا أجمعون " ؛ (طب)؛ عن أبي أمامة .

التالي السابق


(إذا كبر الإمام) ؛ أي: فرغ من تكبير التحريم؛ (فكبروا) ؛ أيها المأمومون؛ (وإذا ركع؛ فاركعوا) ؛ عقبه؛ (وإذا سجد؛ فاسجدوا) ؛ عقبه؛ (وإذا رفع رأسه من الركوع؛ فارفعوا؛ وإن صلى جالسا؛ فصلوا جلوسا) ؛ يعني: إذا جلس للتشهد؛ فاجلسوا؛ إذ المتشهد مصل وهو جالس؛ أو المراد: إذا جلس الإمام لعذر؛ وافقه المقتدي؛ لئلا يقوم على رأسه وهو قاعد؛ كما يفعل الأعاجم بعضها مع بعض؛ وهذا مندوب؛ أو منسوخ؛ كما ذكره البغوي ؛ كالحميدي؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخر ما صلى قاعدا والناس خلفه قياما؛ ودندن ابن القيم على عدم نسخه بما لا ينجع؛ وقوله: (أجمعون) ؛ هذا هو في رواية البخاري بالرفع؛ على أنه تأكيد لضمير الفاعل في قوله: " صلوا" ؛ وفي رواية: " أجمعين" ؛ بنصبه على الحال؛ أي: جلوسا مجتمعين؛ قال الدماميني: أو تأكيدا لـ " جلوسا" ؛ وكلاهما لا يقول به البصريون؛ لأن ألفاظ التأكيد معارف؛ أو على التأكيد بضمير مقدر منصوب؛ [ ص: 432 ] أي: " أعنيكم أجمعين" ؛ وأخذ منه منع قيام الخدم على المخدوم عبودية له؛ لأن القيام على رأس الإمام إذا منع؛ مع أنه قيام لله؛ فغيره أولى.

(طب؛ عن أبي أمامة ) ؛ ورواه الشيخان بلفظ: " إنما جعل الإمام ليؤتم به؛ فلا تختلفوا عليه؛ فإذا ركع؛ فاركعوا؛ وإذا قال: سمع الله لمن حمده؛ فقولوا: ربنا لك الحمد؛ وإذا سجد؛ فاسجدوا؛ وإذا صلى جالسا؛ فصلوا جلوسا أجمعين" .



الخدمات العلمية