الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8477 - من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله له بكل عضو منها عضوا منه من النار، حتى فرجه بفرجه (ق ت) عن أبي هريرة - (صح)

[ ص: 74 ]

التالي السابق


[ ص: 74 ] (من أعتق رقبة) قال الحرالي: هي ما ناله الرق من بني آدم، فالمراد الرقبة المسترقة التي يراد فكها بالعتق (مسلمة) في رواية: سليمة، وفي رواية: مؤمنة، وخصها لا لإخراج الكافر بل تنويها بزيادة فضل عتق المؤمن، هكذا قاله البعض، لكن أخذ بعضهم بالمفهوم فقال: لا ينكر أن في عتق الكافر فضلا لكن لا يترتب عليه ذلك (أعتق الله) أي أنجى الله. وذكر بلفظ الإعتاق للمشاكلة (بكل عضو منها عضوا منه من النار) نار جهنم (حتى فرجه بفرجه) خص الفرج بالذكر لكونه محل أكبر الكبائر بعد الشرك والقتل، كقولهم: مات الناس حتى الكرام، قال الزين العراقي: حرف الغاية في قوله "حتى" يحتمل أن تكون الغاية هنا للأعلى والأدنى، فإن الغاية تستعمل في كل منهما، فيحتمل أن يراد هنا الأدنى لشرف أعضاء العبادة عليه كالجبهة واليدين ونحو ذلك، ويحتمل أن يراد الأعلى، فإن حفظه أشد على النفس، وأخذ من الخبر ندب إعتاق كامل الأعضاء تحقيقا للمقابلة، ولهذا قيل: يندب أن يعتق الذكر ذكرا والأنثى أنثى

[تنبيه] أخبر الصادق بأن الله يعتق فرج المعتق بثواب فرج المعتق، ولا يتعلق بالفرج ذنب إلا نحو الزنا، وذلك قسمان: مباشرة فيما دون الفرج أو فيه من غير إيلاج كمال الحشفة، الثاني: إيلاجها، والأول صغائر تكفرها الحسنات إجماعا، والثاني كبائر لا يكفرها إلا التوبة فيحتمل حمل الحديث على الأول، ويحتمل أن للعتق حظا في الموازنة ليس لغيرها، وظاهر تكفير الكبائر لكونه أشق من غيره من العبادات كالصلاة

(هق ت عن أبي هريرة ) وفيه بقية ومسلمة بن علي وهو الشامي، قال الذهبي : قال الدارقطني : متروك، وعثمان بن عطاء ضعفه الدارقطني وغيره.



الخدمات العلمية