الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8500 - من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد (حم د هـ) عن ابن عباس - (ح)

التالي السابق


(من اقتبس) أي تعلم من: قبست من العلم واقتبست من الشيء إذا تعلمته، والقبس: شعبة من النار واقتباسها الأخذ منها (علما من النجوم) أي من علم تأثيرها لا تسييرها، فلا يناقض ما سبق من خبر: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر، وقد مر التنبيه على طريق الجمع، (اقتبس شعبة ) أي قطعة (من السحر) المعلوم تحريمه، ثم استأنف جملة أخرى بقوله (زاد ما زاد) يعني كلما زاد من علم النجوم زاد له من الإثم مثل إثم الساحر، أو زاد اقتباس شعب السحر ما زاده اقتباس علم النجوم، ومن زعم أن المراد: زاد النبي على ما رواه ابن عباس عنه في حق علم النجوم فقد تكلف، ونكر "علما" للتقليل، ومن ثم خص الاقتباس لأن فيه معنى العلة، و "من النجوم" صفة "علما" وفيه مبالغة ذكره الطيبي؛ وذلك لأنه يحكم على الغيب الذي استأثره الله بعلمه، فعلم تأثير النجوم باطل محرم، وكذا العمل بمقتضاه، كالتقرب إليها بتقريب القرابين لها كفر ،كذا قاله ابن رجب

[تنبيه] قال بعض العارفين أصناف حكم: عقلاء السالكين إذا حاولوا جلب نفع أو دفع ضر لم يحاولوه بما يجانسه من الطبائع، بل حاولوه بما هو فوق رتبته من عالم الأفلاك، مثلا التي رتبتها غالبة رتب الطبائع ومستولية عليها، فحاولوا ما يرومونه من أمر ظاهر لتلك بما هو أعلى منه كالطلاسم واستنزال الروحانيات المنسوبة عندهم للكواكب، وهذا الاستيلاء الروحاني الفلكي الكوكبي على عالم الطبيعة هو المسمى علم السيميا، وهو ضرب من السحر؛ لأنه أمر لم يتحققه الشرع، ولا يتم ولا يتحقق مع ذكر الله عليه، بل يبطل ويضمحل اضمحلال السراب عند غشيانه، وإلى نحوه يشير هذا الخبر

(حم د) في الطب (هـ) في الأدب (عن ابن عباس ) وقال النووي في رياضه بعد عزوه لأبي داود: إسناده صحيح، فرمز المصنف لحسنه فقط تقصير، قال الذهبي في المهذب: حديث صحيح، وقال في الكبائر: رواه أبو داود بسند صحيح .



الخدمات العلمية