الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8577 - من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يعقد بينهما (ت هـ) عن ابن عباس - (صح)

التالي السابق


(من تحلم) بالتشديد، أي تكلف الحلم بأن زعم أنه حلم حلما أي رأى رؤيا في حال كونه (كاذبا) في دعواه أنه رأى ذلك في منامه (كلف) بضم الكاف وشد اللام المكسورة (يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين) بكسر العين تثنية شعيرة (ولن) يقدر أن (يعقد بينهما) لأن اتصال أحدهما بالأخرى غير ممكن عادة، فهو يعذب حتى يفعل ذلك ولا يمكنه فعله، فكأنه يقول: يكلف ما لا يستطيعه فيعذب عليه، فهو كناية عن تعذيبه على الدوام، ولا دلالة فيه على جواز التكليف بما لا يطاق لأنه ليس في دار التكليف، ووجه اختصاص الشعير بذلك دون غيره لما في المنام من الشعور، وبما دل عليه، فحصلت المناسبة بينهما من جهة الاشتقاق، وإنما شدد الوعيد على ذلك مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ يكون شهادة في قتل أو حد؛ لأن الكذب في النوم كذب على الله تعالى، لأن الرؤيا جزء من النبوة، وما كان من أجزائها فهو منه تعالى، والكذب على الخالق أقبح منه على المخلوق

(ت هـ عن ابن عباس ) ، ظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرج في الصحيحين ولا أحدهما وهو ذهول، بل هو في البخاري في التعبير ولفظه: من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل اهـ.



الخدمات العلمية