الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8592 - من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السموات والأرض (طس) عن أبي هريرة .

التالي السابق


(من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السماوات والأرض) لفظ رواية الطبراني فيما وقفت عليه من النسخ: الأرضين بالجمع، وذلك لما اشتمل عليه من التدليس والتحلي بأوصاف التدليس، وذلك من علامات النفاق؛ إذ المنافق من يظهر خلاف ما يبطن

[تنبيه] قال ابن عربي: من مرض الأحوال النفسانية التي يجب التداوي منها صحبة الصالحين ليشتهر أنه منهم وهو في نفسه مع شهوته، فإن حضر معهم سماعا، وقد عشق أمرد أو جارية فأصابه وجد، وغلب عليه حال من عشقه يصيح ويتنفس الصعداء ويقول: الله أو: هو هو، ويشير بإشارات الصوفية، فيظن الحاضرون أنه حال إلهي مع كونه ذا وجد صحيح وحال صحيحة لكن فيهما وقد خاب من دساها قال: ومن أمراض الأحوال أن يلبس دون ما في نفسه مما يحل له، فمتى عرف هذه العلل وأدواءها واستعملها نفع نفسه، قال: وكان في زمن [ ص: 104 ] نور الدين شيخ كثير الزعقات والتنهيدات في حال وجده بالله بحيث كان يشعب على الطائفين حال طوافه، فكان يطوف على سطح الحرم، وكان صادق الحال، فابتلي بحب مغنية فانتقل وجده إليها والناس يظنون أنه في الله، فجاء إلى الصوفية ورمى خرقته وذكر قصته وقال: لا أكذب في حالي، ولزم خدمة المغنية فأخبرت أنه من الأولياء وابتلي، فاستحيت وتابت ببركة صدقه ولزمت خدمته، فزال ذلك التعلق من قلبه ورجع لحاله، فلبس خرقته ولم ير أن يكذب مع الله في حاله، فهذا حال صدقهم، فليحذر من الكذب في ذلك، ولا يظهر للناس إلا ما يظهر لله، إلى هنا كلامه. وفي حكمة الأشراف: صاحب الرياء عند الصوفية كمنافق علمت منه الطوية، فكلما أراد أن يستر ما علموا كذبوه وفضحوه


ومهما يكن عند امرئ من خليقة. . . وإن خالها تخفى على الناس تعلم



قال: ومن المرائين قوم زينوا ظاهرهم وتشبهوا بالفقراء ناصبين شبكة احتيالهم على العوام، فإن كان ذلك حظهم من الله فيا فضيحتهم بين يديه. وروى ابن كامل في معجمه وابن النجار في تاريخه عن أنس قال: وعظ النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فإذا رجل قد صعق، فقال صلى الله عليه وسلم: من ذا الذي لبس علينا ديننا؟ إن كان صادقا فقد شهد نفسه، وإن كان كاذبا محقه الله

(طس عن أبي هريرة ) ، قال المنذري: ضعيف، وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب اهـ، فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب .



الخدمات العلمية