الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
852 - " إذا مات صاحبكم؛ فدعوه؛ لا تقعوا فيه " ؛ (د)؛ عن عائشة ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا مات صاحبكم) ؛ أي: المؤمن؛ الذي كنتم تصاحبونه؛ لقرابة؛ أو صهارة؛ أو جوار؛ أو صداقة؛ أو نحوها؛ (فدعوه) ؛ اتركوه من الكلام فيه بما يؤذيه لو كان حيا؛ ولما كان الترك قد لا يستلزم ترك الوقيعة؛ قال: (ولا تقعوا فيه) ؛ أي: لا تتكلموا في عرضه بسوء؛ ولا تتكلموا بعده بشيء من أخلاقه الذميمة؛ فإنه قد أفضى إلى ما قدم؛ وغيبة الميت أفظع من غيبة الحي؛ لأنه يرجى استحلاله؛ بخلافه؛ وزعم أن المراد: اتركوا محبته بعد موته؛ ولا تقلقوا قلوبكم به - بأن تجلوا المصيبة والبكاء عليه؛ والتعزية - بعيد من السياق؛ وقد ورد في عدة أخبار الكف عن مساوئ الأموات مطلقا؛ فتخصيص الصاحب للاهتمام؛ وبيان أنه بذلك أحق.

(تنبيه): زعم بعض شراح المصابيح أنه أراد بالصاحب نفسه؛ وعنى بقوله: " فدعوه" ؛ أنه لا يؤذى في عشيرته؛ وأهل بيته؛ وأن من تكلم فيهم بسوء؛ فكأنه وقع فيه؛ وفيه تكلف.

(د؛ عن عائشة ) ؛ رمز لصحته؛ وهو كما قال؛ فقد قال العراقي: إسناده جيد.



الخدمات العلمية