الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8653 - من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة (ت ك) عن أبي هريرة - (ح)

[ ص: 123 ]

التالي السابق


[ ص: 123 ] (من خاف أدلج) بسكون الدال مخففا: سار من أول الليل، وأما بالتشديد فمعناه: سار من آخره (ومن أدلج بلغ المنزل) يعني من خشي الله أتى منه كل خير، ومن أمن اجترأ على كل شر، كذا في الكشاف، وقال في الرياض: المراد التشمير في الطاعة. وفي الترغيب: معناه من خاف ألزمه الخوف السلوك إلى الآخرة والمبادرة بالعمل الصالح خوف القواطع والعوائق. وقيل هو حث على قيام الليل، جعل قيامه من علامات الخوف؛ لأن الخائف يدلج، أي منعه الخوف من نوم كل الليل، والأظهر أنه ضرب مثلا لكل من خاف الردى أو فوت ما يتمنى أن يصل إلى السير بالسرى، ولا يركن إلى الراحة والهوى حتى يبلغ المنى (ألا إن سلعة الله غالية) أي رفيعة القدر (ألا إن سلعة الله الجنة) قال الطيبي: هذا مثل ضربه لسالك الآخرة، فإن الشيطان على طريقه، والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه، فإن تيقظ في سيره وأخلص في عمله أمن من الشيطان وكيده، ومن قطع الطريق انتهى، وثمن هذه السلعة العمل الصالح المشار إليه بقوله والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وقال العلائي: أخبر أن الخوف من الله هو المقتضي للسير إليه بالعمل الصالح والمشار إليه بالإدلاج، وعبر ببلوغ المنزلة عن النجاة المترتبة على العمل الصالح، وأصل ذلك كله الخوف

(ت) في الزهد (ك) في الرقاق (عن أبي هريرة ) قال الترمذي : حسن غريب، وقال الحاكم : صحيح، وأقره الذهبي ، لكن تعقبه الصدر المناوي بأن فيه عندهما يزيد بن سنان ضعفه أحمد وابن المديني اهـ، وقال ابن طاهر: يزيد متروك والحديث لا يصح مسندا، وإنما هو من كلام أبي ذر .



الخدمات العلمية