الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8718 - من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة مرة غفر الله له وكتب برا (الحكيم) عن أبي هريرة - (ض)

التالي السابق


(من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة مرة غفر الله له) ذنوبه (وكتب برا) بوالديه، وقضية قوله "كل" اشتراط المداومة لحصول المغفرة، فإما أن يحمل إطلاق الحديث الذي قبله عليه، وإما أن يقال إن الزيارة في جمعة واحدة سبب حصول المغفرة، والمداومة شرط لكتابته برا مع المغفرة، وظاهر الحديث أن حصول المغفرة والكتابة برا وإن لم يقرأ يس، فإما أن يحمل إطلاقه على الحديث الأول، أو يقال إن ما يقاسيه الزائر من نصب إدامة الزيارة كل جمعة يوجب المغفرة والكتابة وإن لم يقرأ يس، والفضل للمتقدم، وفي رواية لأبي الشيخ والديلمي عن أبي بكر : من زار قبر والديه كل جمعة أو أحدهما فقرأ عنده يس والقرآن الحكيم غفر له بعدد كل آية وحرف منها. وهنا سؤال: هو أن تحصيل الحاصل محال، فإذا حصلت المغفرة بحرف فما الذي يكفره بقية الحروف؟ وأجيب: بأن كل حرف يكفر البعض، فيكون من قبيل قولهم: إذا قوبل الجمع بالجمع تنقسم الآحاد، وزعم أنه إنما يصح إذا تساوى عدد الذنوب والحروف يرده أنه يمكن أن يقابل البعض من غير نظر إلى الأفراد كواحد بثلاثة مثلا، وفي رواية لأبي نعيم: من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة كان كحجة، قال السبكي: والزيارة لأداء الحق كزيارة قبر الوالدين يسن شد الرحل إليها تأدية لهذا الحق

( الحكيم) الترمذي (عن أبي هريرة ) ورواه الطبراني عنه بلفظه لكنه قال: وكان برا، وزاد بعد قوله "أحدهما" سنة، قال الهيثمي: وفيه عبد الكريم أبو أمية ضعيف، وقال العراقي: رواه الطبراني وابن أبي الدنيا من رواية محمد بن النعمان يرفعه، وهو معضل، ومحمد بن النعمان مجهول، وشيخه يحيى بن العلاء متروك، وروى ابن أبي الدنيا من حديث ابن سيرين أن الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو الله لهما من بعدهما فيكتبه الله من البارين، فقال العراقي: مرسل صحيح الإسناد.



الخدمات العلمية