الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8776 - من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (خط) عن ابن عباس - (ض)

التالي السابق


(من صام رمضان إيمانا) تصديقا بثواب الله أو أنه حق (واحتسابا) لأمر الله به طالبا الأجر، أو إرادة وجه الله لا لنحو رياء، فقد يفعل المكلف الشيء معتقدا أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصا، بل لنحو خوف أو رياء (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) قال الكرماني: "من" متعلق بـ "غفر" أي غفر من ذنبه ما تقدم فهو منصوب المحل، أو مبينة لما تقدم فهو منصوب وهو مفعول ما لم يسم فاعله فمرفوع المحل، والذنب وإن كان عاما إلا أنه اسم جنس مضاف فيقتضي مغفرة كل ذنب حتى تبعات الناس، لكن علم من الأدلة الخارجية أن حقوق الخلق لا بد فيها من رضا الخصم، فهو عام خص بحق الله إجماعا، بل وبالصغائر عند قوم، وظاهره أن ذلك لا يحصل إلا بصومه كله، فإن صام بعضه وأفطر بعضه لعذر كمرض وكان لولاه لصام لأنه جاز الثواب لتقدم نية، ذكره ابن جماعة، والصوم أقسام: صيام العوام عن مفسدات الصيام، وصوم الخواص عنها وعن إطلاق الجوارح في غير طاعة، وصوم خواص الخواص حفظ قلوبهم عما سوى الله، ففطرهم ظاهرا كفطر المسلمين، ولا يفطرون باطنا إلى يوم الدين، فإذا شاهدوا مولاهم ونظروا إليه عيانا أفطروا

(خط عن ابن عباس ) ورواه أيضا أحمد والطبراني بهذه الزيادة، قال الهيثمي: ورجاله موثقون إلا أن حمادا شك في وصله وإرساله، وقال في اللسان في ترجمة عبد الله العمري بعد ما نقل عن النسائي : إنه رماه بالكذب ومن [ ص: 161 ] مناكيره هذا الخبر وما تقدم، قال: تفرد العمري بقوله "وما تأخر" وقد رواه الناس بدونها.



الخدمات العلمية