الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8777 - من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر (حم م 4) عن أبي أيوب - (صح)

التالي السابق


(من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال) لم يقل ستة مع أن المعدود مذكر لأنه إذا حذف جاز الوجهان (كان كصوم الدهر) في أصل التضعيف لا في التضعيف الحاصل بالفعل؛ إذ المثلية لا تقتضي المساواة من كل وجه، نعم يصدق على فاعل ذلك أنه صام الدهر مجازا، فأخرجه مخرج التشبيه للمبالغة والحث، وهذا تقرير يشير إلى أن مراده بالدهر السنة، وبه صرح بعضهم، لكن استبعده بعض آخر قائلا: المراد الأبد؛ لأن الدهر المعرف باللام للعمر، وخص شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم، فالصوم حينئذ أشق فثوابه أكثر، وفيه ندب صوم الستة المذكورة، وهو مذهب الشافعي ، قال الزاهدي: وصومها متتابعا أو متفرقا يكره عند أبي حنيفة ، وعن أبي يوسف: يكره متتابعا لا متفرقا، وعن مالك : يكره مطلقا

(حم م 4) كلهم في الصوم، واللفظ لمسلم، ولفظ أبي داود: فكأنما صام الدهر (عن أبي أيوب) الأنصاري، ولم يخرجه البخاري . قال الصدر المناوي: وطعن فيه من لا علم عنده، وغره قول الترمذي حسن، والكلام في راويه وهو سعد بن سعيد ، واعتنى العراقي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلا رووه عن سعد بن سعيد أكثرهم حفاظ أثبات.



الخدمات العلمية