الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8840 - من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار (ت) عن كعب بن مالك - (ح)

التالي السابق


(من طلب العلم ليجاري به العلماء) أي يجري معهم في المناظرة والجدال ليظهر علمه رياء وسمعة (أو ليماري به السفهاء) أي يحاججهم ويجادلهم مباهاة وفخرا، قال القاضي: المجاراة المفاخرة من الجري؛ لأن كلا من المتفاخرين يجري مجرى الآخر، والمباراة المحاجة والمجادلة من المرية وهو الشك؛ فإن كلا منهما يشك فيما يقوله صاحبه أو يشككه بما يورده على حجته، أو من المري وهو مسح الحالب الضرع ليستنزل منه اللبن؛ فإن كلا من المتناظرين يستخرج ما عند صاحبه، والسفهاء الجهال؛ فإن عقولهم ناقصة مرجوحة بالإضافة إلى عقول العلماء (أو يصرف به وجوه الناس إليه) أي يطلب العلم بنية تحصيل المال والجاه وصرف وجوه العامة (أدخله الله النار) أي نار جهنم جزاء بما عمل، قال في العوارف: إنما كان المراء وما معه سببا لدخولها لظهور نفوسهم في طلب القهر والغلبة، وهما من صفات الشيطنة، قال حجة الإسلام: روي عن معاذ أن من العلماء من يخزن علمه ولا يحب أن يوجد عند غيره، فذاك في الدرك الأول من النار، ومن يكون في علمه كالسلطان: إن رد عليه غضب فذاك في الثاني، ومن يجعل علمه وغرائب حديثه لأهل الشرف والمال فهو في الثالث، ومن ينصب نفسه للفتيا فيفتي بالخطإ ففي الرابع، ومن يتكلم بكلام أهل الكتاب ففي الخامس، ومن يتخذ علمه نبلا وذكرا في الناس ففي السادس، ومن يستفزه الزهو والعجب، فإن وعظ عنف وأنف فذاك في السابع، وفي الخبر " إن العبد ينشر له لواء من الثناء ما بين المشرق والمغرب وما يزن عند الله جناح بعوضة "

(ت) في العلم (عن كعب بن مالك ) عن أبيه يرفعه، رمز المصنف لحسنه وقال: غريب، وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة ، قال الذهبي في الكبائر: واه، وقال غيره: متكلم فيه من قبل حفظه، وقال في اللسان: عن العقيلي في الباب عن جمع من الصحب كلها لينة الأسانيد، قال: وقال العلائي: هذه الأحاديث بواطيل، وقال في المهذب: عن الدارقطني : إسحاق متروك.



الخدمات العلمية