الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8851 - من عزى مصابا فله مثل أجره (ت هـ) عن ابن مسعود - (ض)

التالي السابق


(من عزى مصابا) أي حمله على الصبر بوعد الأجر (فله) في رواية: كان له (مثل أجره) أي له مثل أجر صبره؛ إذ المصيبة ليست فعله، وقد قال تعالى إنما تجزون ما كنتم تعملون كذا ذكره ابن عبد السلام، واعترض، قال النووي: والتعزية: التصبير وذكر ما يسلي صاحب الميت ويخفف حزنه ويهون مصيبته؛ وذلك لأن التعزية تفعلة من العزاء وهو الصبر، والتصبير يكون بالأمر بالصبر وبالحث عليه بذكر ما للصابرين من الأجر، ويكون بالجمع بينهما، وبالتذكير بما يحمل على الصبر، كما في حديث الصحيحين " إن لله ما أخذ وله ما أعطى " ولا يتعين لها لفظ. كتب الشافعي إلى ابن مهدي فأرسل إليه تعزية في ابنه، وكان جزع عليه


إني معزيك لا أني على طمع. . . من الحياة ولكن سنة الدين

فما المعزى بباق بعد صاحبه.
. . ولا المعزي ولو عاشا إلى حين



(ت هـ) وكذا البيهقي في السنن (عن ابن مسعود ) قال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم ، ويقال: أكثر ما ابتلي به على هذا الحديث، نقموه عليه، وقال في الأذكار: إسناده ضعيف، وذكره ابن الجوزي في الموضوع، وقال الخطيب: رواه جمع عن أبي عاصم ، وليس شيء منها ثابتا، وقال الذهبي : حماد بن الوليد واه وله طرق لا تصح، وقال ابن حجر: كل التابعين لعلي أضعف منه بكثير، وليس فيها رواية يمكن التعلق بها إلا طريق إسرائيل، فقد ذكرها صاحب الكمال ولم أقف على سندها اهـ، وقال الزركشي في تخريج الرافعي بعد ما ساق للحديث عدة طرق: هذا كله يرد على ابن الجوزي حيث ذكر الحديث في الموضوعات، وقال العلائي: له طرق لا طعن فيها، وليس واهيا فضلا عن كونه موضوعا.



الخدمات العلمية