الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8927 - من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه (4) عن ابن مسعود - (صح)

التالي السابق


(من قرأ الآيتين) وفي رواية للبخاري: بالآيتين بزيادة الباء، واللام للعهد (من آخر سورة البقرة) يعني من قوله تعالى آمن الرسول إلى آخر السورة، فآخر الآية الأولى "المصير" ومن ثم إلى آخر السورة آية واحدة، وأما اكتسبت فليست رأس آية باتفاق العادين، ذكره ابن حجر (في ليلة كفتاه) بتخفيف الفاء أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن، [ ص: 198 ] وأجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا، هبه داخل الصلاة أم خارجها، أو أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد؛ لما اشتملا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا، أو وقتاه من كل سوء مكروه وكفتاه شر الشيطان أو الآفات، أو دفعتا عنه شر الثقلين، أو كفتاه بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر، أو كفتاه قراءة آية الكرسي التي ورد أن من قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره، وجاء في حديث إنه لم ينزل خير من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه هاتان الآيتان، أما خير الآخرة فإن قوله آمن الرسول إلى قوله لا نفرق بين أحد من رسله إشارة إلى الإيمان والتصديق، وقوله سمعنا وأطعنا إلى الإسلام والانقياد والأعمال الظاهرة، وقوله وإليك المصير إشارة إلى جزاء العمل في الآخرة، وقوله لا يكلف الله إلخ إشارة إلى المنافع الدنيوية لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب والرسل وغير ذلك، ولهذا أنزلتا من كنز تحت العرش، وقول الكرماني نقلا عن النووي: كفتاه عن قراءة الكهف وآية الكرسي رده ابن حجر بأن النووي لم يقل ذلك مطلقا

(4 عن ابن مسعود ) البدري، وقضية كلامه أن الشيخين لم يخرجاه، والأمر بخلافه، فقد خرجاه من حديث ابن مسعود باللفظ المزبور، وزادا لفظ "كل" فقالا: في كل ليلة.



الخدمات العلمية