الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9799 - لا تسم غلامك رباحا ولا يسارا ولا أفلح ولا نافعا (د م) عن سمرة - (صح)

التالي السابق


(لا تسم غلامك) أي عبدك، خصه بالذكر لأن الأرقاء أكثر تسمية بها، وإلا فالحر كذلك، ولولا تفسير الراوي له بالقن في رواية لكان حمله على الصبي عبدا أو حرا أفيد، لمجيئه في التنزيل كذلك رب أنى يكون لي غلام (رباحا) من الربح (ولا يسارا) من اليسر ضد العسر (ولا أفلح) من الفلاح (ولا نافعا ) من النفع، والنهي للتنزيه لا للتحريم، بدليل خبر مسلم : أراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن ينهى أن يسمى بمقبل وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع، ثم سكت، أي أراد أن ينهى عنه نهي تحريم، وإلا فقد صدر النهي عنه على وجه الكراهة، وأما تسمية النبي صلى الله [ ص: 403 ] عليه وآله وسلم مواليه بتلك الأسماء فلبيان الجواز، لا تختص الكراهة بها، بل يلحق بها ما في معناها، كمبارك وسرور ونعمة وخير، لأنه يؤدي إلى أن يسمع كلاما يكرهه كما نص عليه بقوله (فإنك تقول: أثم هو؟) أي لا يوجد ذلك الرد في ذلك المحل (فتقول لا) يعني إذا سألت أنت عن واحد مسمى بأحد هذه الأسماء فقلت: هل هو في مكان كذا أو لم يكن فيه، يقول في الجواب: لا، فيتطير به، ويدخل في باب النطق المكروه، وقد يكون أفلح غير أفلح ومبارك غير مبارك، فيكون من تزكية النفس بما ليس فيها، وفي ابن ماجه أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها زينب ، وإنما كره هذه الأسماء ونحوها لما مر، وتكره لمعان أخر، كقبح المعنى المشتق منه

(م) في الأدب وغيره (عن سمرة) بن جندب.



الخدمات العلمية