الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9937 - لا يأتي عليكم عام ولا يوم إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم (حم خ هـ) عن أنس - (صح)

التالي السابق


(لا يأتي عليكم عام ولا يوم إلا والذي بعده شر) بحذف الألف عند الجمهور، ولأبي ذر بإثباتها بوزن أفعل، وعليها شرح ابن التين، وقال في الصحاح: لا يقال أشر إلا في لغة رديئة (منه) فيما يتعلق بالدين أو غالبا، وحمله الحسن على التعميم، فأورد عليه ابن عبد العزيز بعد الحجاج فقال: لا بد للناس من تنفيس، أي أن الله ينفس عن عباده وقتا ما، ويكشف البلاء عنهم حينا ما، وأجاب غيره بأن المراد بالتفضيل مجموع العصر على مجموع العصر، فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحب أحياءا، وفي زمن عمر انقرضوا، وزمن الصحب خير مما بعده لخبر: خير القرون قرني (حتى تلقوا ربكم) أي حتى تموتوا، وهذا علم من أعلام نبوته لإخباره به، وقد وقع، واستشكل أيضا بزمان عيسى فإنه بعد الدجال، وأجيب بأن المراد الزمان الذي بعد عيسى، أو جنس الزمان الذي فيه الأمر، وأن المراد بالأزمنة ما قبل وجود العلامات العظام كالدجال وما بعده، ويكون المراد بالأزمنة المتفاضلة في الشر في زمن الحجاج فما بعده إلى الدجال، وأما زمن عيسى فله حكم مستأنف، وبأن المراد بالأزمنة أزمنة الصحابة بناء على أنهم المخاطبون به فيختص بهم، فأما من بعدهم فلم يقصدوا بالخبر، لكن الصحابي فهم التعميم

(حم خ ن) في الفتن من حديث الزبير بن عدي (عن أنس ) قال الزبير : أتينا أنسا فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال: اصبروا، فإنه لا يأتي زمان... إلخ، سمعته من نبيكم عليه الصلاة والسلام، ورواه عنه أيضا الترمذي .



الخدمات العلمية