الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9956 - لا يحتكر إلا خاطئ (حم م د ن هـ) عن معمر بن عبد الله - (صح)

التالي السابق


(لا يحتكر) القوت (إلا خاطئ) بالهمز، أي عاص أو آثم، اسم فاعل من أخطأ يخطئ إذا أثم، ومنه قوله تعالى إن قتلهم كان خطئا كبيرا والاسم منه الخطيئة، والاحتكار: جمع الطعام وحبسه تربصا به الغلاء، والخاطئ: من تعهد [ ص: 447 ] ما لا ينبغي، والمخطئ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، كذا قرره قوم، وقال ابن العربي: قوله "خاطئ" لفظة مشكلة اختلف ورودها في لسان العرب، فيقال: خطئ في دينه خطأ إذا أثم، ومنه إن قتلهم كان خطئا كبيرا وقد يكون الخطأ فيما لا إثم فيه ومنه إن نسينا أو أخطأنا وإذا اشترك ورودها لم يفصلها إلا القرائن، فقوله "لا يحتكر إلا خاطئ" أي إلا آثم، فاحتكار القوت -أي اشتراؤه في الرخاء ليبيعه إذا غلا السعر- حرام عند الشافعي وأبي حنيفة ومالك ، وحكمته دفع الضرر من عامة الناس، كما يجبر من عنده طعام احتاجه الناس دونه على بيعه حينئذ، وقال أحمد : احتكار الطعام وحده بمكة والمدينة والثغور لا في الأمصار

(حم م د ت هـ عن معمر ) بفتح الميمين وسكون المهملة بينهما (ابن عبد الله ) بن نافع بن فضلة العدوي، وهو ابن أبي معمر ، صحابي كبير من مهاجرة الحبشة، وفي الباب أبو هريرة ، خرجه الحاكم بلفظ: من احتكر يريد أن يغالي بها المسلمين فهو خاطئ.



الخدمات العلمية