الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
985 - " استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود " ؛ (عق عد طب حل هب)؛ عن معاذ بن جبل ؛ الخرائطي ؛ في اعتلال القلوب؛ عن عمر ؛ (خط)؛ عن ابن عباس ؛ الخلعي؛ في فوائده؛ عن علي؛ (ض).

التالي السابق


(استعينوا على إنجاح الحوائج) ؛ لفظ رواية الطبراني : " استعينوا على قضاء حوائجكم؛ (بالكتمان) ؛ بالكسر؛ أي: كونوا لها كاتمين عن الناس؛ واستعينوا بالله على الظفر بها؛ ثم علل طلب الكتمان لها بقوله؛ (فإن كل ذي نعمة محسود) ؛ يعني: إن أظهرتم حوائجكم للناس؛ حسدوكم؛ فعارضوكم في مرامكم؛ وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها؛ وأمن الحسد؛ وأخذ منه أن على العقلاء إذا أرادوا التشاور في أمر؛ إخفاء التحاور فيه؛ و[أن] يجتهدوا في طي سرهم؛ قال بعض الحكماء: من كتم سره؛ كان الخيار إليه؛ ومن أفشاه؛ كان الخيار عليه؛ وكم من إظهار سر أراق دم صاحبه؛ ومنع من بلوغ مأربه؛ ولو كتمه كان من سطوته آمنا؛ ومن عواقبه سالما ؛ وبنجاح حوائجه فائزا؛ وقال بعضهم: سرك من دمك؛ فإذا تكلمت؛ فقد أرقته؛ وقال أنوشروان: من حصن سره؛ فله بتحصينه خصلتان: الظفر بحاجته؛ والسلامة من السطوات؛ وفي منثور الحكم: انفرد بسرك؛ ولا تودعه حازما؛ فيزول؛ ولا جاهلا؛ فيحول؛ لكن من الأسرار ما لا يستغنى فيه عن مطالعة صديق؛ ومشورة ناصح؛ فيتحرى له من يأتمنه عليه؛ ويستودعه إياه؛ فليس كل من كان على الأموال أمينا كان على الأسرار أمينا؛ والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار؛ قال الراغب : وإذاعة السر من قلة الصبر؛ وضيق الصدور؛ ويوصف به ضعف الرجال؛ والنساء؛ والصبيان؛ والسبب في صعوبة كتمان السر أن للإنسان قوتين: آخذة؛ ومعطية؛ وكلتاهما تتشوف إلى الفعل المختص بها؛ ولولا أن الله وكل المعطية بإظهار ما عندها؛ لما أتاك بالأخبار من لم تزوده؛ فصارت هذه القوة تتشوف إلى فعلها الخاص بها؛ فعلى الإنسان أن يمسكها؛ ولا يطلقها إلا حيث يجب إطلاقها.

(عق عد طب) ؛ بل في معاجيمه الثلاثة؛ (حل هب) ؛ عن محمد بن خزيمة؛ عن سعيد بن سلام العطار؛ عن ثور بن يزيد ؛ عن ابن معدان؛ (عن معاذ بن جبل ) ؛ أورده ابن الجوزي في الموضوع؛ وقال: سعيد كذاب؛ قال البخاري : يذكر بوضع الحديث؛ (عد طب حل هب) ؛ كلهم من طريق العقيلي ؛ (عن معاذ ) ؛ أيضا؛ قال أبو نعيم : غريب من حديث خالد ؛ تفرد به عنه ثور؛ حدث به عمر بن يحيى البصري عن شعبة عن ثور؛ انتهى؛ وأورده ابن الجوزي من هذه الطرق؛ ثم حكم بوضعه؛ ولم يتعقبه المؤلف سوى أن العراقي اقتصر على تضعيفه؛ ورواه العسكري عن معاذ أيضا؛ وزاد: " ولو أن امرأ كان أقوم من قدح؛ لكان له من الناس غامز" ؛ وفيه سعيد المزبور؛ وقال ابن أبي شيبة ؛ بصري ضعيف؛ وقال أحمد بن طاهر: كذاب؛ قال في الميزان: ومن منكراته هذا الخبر؛ وقال ابن حبان : سعيد يضع الحديث؛ وقال العقيلي : لا يعرف إلا بسعيد؛ ولا يتابع عليه؛ وقال الهيتمي في كلامه على أحاديث الطبراني : فيه سعيد العطار؛ كذبه أحمد ؛ وبقية رجاله ثقات؛ إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ ؛ فهو منقطع؛ ( الخرائطي [ ص: 494 ] في) ؛ كتاب؛ (اعتلال القلوب) ؛ عن علي بن حرب؛ عن حابس بن محمود؛ عن أبي جريج ؛ عن عطاء ؛ (عن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وضعفوه؛ (خط)؛ عن إبراهيم بن مخلد؛ عن إسماعيل بن علي الخطي؛ عن الحسين بن عبد الله الأبزاري؛ عن إبراهيم بن سعيد الجوهري؛ عن المأمون؛ عن الرشيد؛ عن المهدي؛ عن أبيه؛ عن جده؛ عن عطاء ؛ (عن ابن عباس ) ؛ قال ابن الجوزي : هذا من عمل الأبزاري؛ وسئل أحمد وابن معين عنه؛ فقال: هو موضوع؛ وقال ابن أبي حاتم : منكر؛ لا يعرف؛ قال الحافظ العراقي : ورواه أيضا ابن أبي الدنيا ؛ عن معاذ ؛ بسند ضعيف جدا؛ بلفظ: " استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان" ؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ من حديث معاذ أيضا؛ وقال: فيه سعيد بن سلام العطار؛ متروك؛ وتابعه حسين بن علوان؛ وضاع؛ ومن حديث ابن عباس ؛ وقال: فيه الحسين الأبزاري؛ يضع؛ (الخلعي؛ في فوائده) ؛ عن أحمد بن محمد بن الحجاج ؛ عن محمد بن أحمد القرستاني العطار؛ عن أحمد بن عبد الله ؛ عن غندر؛ عن شعبة ؛ عن مروان الأصفر؛ عن النزال بن سبرة؛ (عن علي) ؛ أمير المؤمنين ؛ قال السخاوي : ويستأنس له بخبر الطبراني عن الحبر: " إن لأهل النعمة حسادا؛ فاحذروهم" ؛ انتهى؛ ولما ساق الحافظ العراقي الخبر المشروح؛ جزم بضعفه؛ واقتصر عليه.



الخدمات العلمية