الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1690 - (إن الله افترض صوم رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا ويقينا كان كفارة لما مضى) (ن) (هب) عن عبد الرحمن بن عوف . (ح)

التالي السابق


(إن الله افترض صوم رمضان) على هذه الأمة بقوله كتب عليكم الصيام فمن شهد منكم الشهر فليصمه وكان كتبه على أهل الإنجيل فأصابهم موتان فزادوا عشرا قبله وعشرا بعده فجعلوه خمسين وقيل وقع في برد وحر شديد فجعلوه بين الشتاء والربيع وزادوا عشرين كفارة للتحويل وبالجملة فالصوم عبادة قديمة أصلية ما أخلى الله أمة من افتراضها عليهم ذكره الزمخشري (وسننت لكم قيامه) أي جعلت لكم الصلاة فيه ليلا سنة (فمن صامه وقامه) سالما من المعاصي قولا وفعلا (إيمانا) أي تصديقا بأنه حق وطاعة (واحتسابا) لوجهه تعالى لا رياء (ويقينا) تأكيدا لقوله [ ص: 214 ] إيمانا أو أراد احتسابا مجزوما به (كان كفارة لما مضى) من ذنوبه والمراد الصغائر ما اجتنبت الكبائر كما سيجيء نظائره. وقال ابن عطاء الله : وقد رأينا فنظرنا كل مأمور به أو مندوب من الشارع يستلزم الجمع على الله وكل منهي عنه أو مكروه يتضمن التفرقة عنه فإذا مطلوبه من عباده وجود الجمع عليه لكن الطاعات هي أسباب الجمع ووسائله فلذلك أمر بها والمعصية أسباب التفرقة ووسائلها فلذا نهى عنها

(ن) (هب) عن عبد الرحمن بن عوف ) وإسناده حسن.




الخدمات العلمية