الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
17 - " آمروا النساء في بناتهن " ؛ (د هق)؛ عن ابن عمر ؛ (ح).

التالي السابق


(آمروا) ؛ بالمد؛ وميم مخففة مكسورة؛ هكذا الرواية؛ فمن شدد الميم لم يصب؛ وإن صح معناه؛ (النساء) ؛ اسم لجماعة إناث الأناسي؛ الواحدة " امرأة" ؛ من غير لفظ الجمع؛ (في بناتهن) ؛ أي: شاوروهن في تزويجهن؛ لأنه أدعى للألفة؛ وأطيب للنفس؛ إذ البنات للأمهات أميل؛ وقد يكون عند أمها رأي صدر عن علم بباطن حالها؛ أو بالزوج؛ قال البيهقي : قال الشافعي : لم يختلف الناس أنه ليس للأمهات أمر؛ لكنه على معنى استطابة النفس؛ وقال ابن العربي: هذا غير لازم؛ إجماعا؛ وإنما هو مستحب؛ والمراد هنا الأم؛ والجدات من جهة الأب؛ ومن جهة الأم؛ فإنها - وإن استؤذنت - قد تأذن حياء؛ قال في الكشاف: و" الائتمار" : التشاور؛ يقال: " الرجلان يتآمران" ؛ و" يأتمران" ؛ لأن كلا منهما يأمر صاحبه بشيء؛ أو يشير عليه بأمر؛ وقال الراغب : " الائتمار" : قبول الأمر؛ ويقال للتشاور " ائتمار" ؛ لقبول بعضهم أمر بعض فيما أشار به؛ و" الأمر" : طلب الفعل من الدون؛ وبه سمي الأمر - الذي هو واحد الأمور - تسمية المفعول به بالمصدر؛ قال الزمخشري : وهذا وما قبله خطاب مشافهة؛ وهو - كما قال القاضي وغيره - شامل للموجودين وقت الخطاب؛ ومن سيوجد إلى قيام الساعة؛ إلا ما خص بدليل.

(د)؛ في النكاح؛ (هق) ؛ فيه؛ كلاهما (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وفي رواية إسماعيل بن أمية عن [ ص: 57 ] الثقة عن ابن عمر : " في شأنهن" ؛ بدل " بناتهن" ؛ ورمز المؤلف لحسنه.



الخدمات العلمية