الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2682 - "أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ؛ وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما؛ فأخرجت من بين أبوي؛ فلم يصبني شيء من عهد الجاهلية؛ وخرجت من نكاح؛ ولم أخرج من سفاح؛ من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي؛ وأمي؛ فأنا خيركم نسبا؛ وخيركم أبا"؛ (هق)؛ في الدلائل؛ عن أنس .

التالي السابق


(أنا محمد بن عبد الله ) ؛ علم منقول من مركب إضافي؛ سمي به بإلهام إلهي لجده؛ لرؤيا رآها؛ كما ذكر حديثها القيرواني العابر ؛ في كتاب "البستان"؛ وهو أنه رأى سلسلة فضة؛ خرجت منه؛ لها طرف في السماء؛ وطرف بالمشرق؛ وطرف بالمغرب؛ ثم عادت كأنها شجرة؛ على كل ورقة منها نور؛ وإذا أهل المشرقين معلقون بها؛ فعبرت بمولود يتبعونه؛ ويحمده أهل السماء؛ (ابن عبد المطلب ) ؛ اسمه "شيبة الحمد" ؛ أو غير ذلك؛ وكنيته " أبو الحارث "؛ كان مفزع قريش ؛ وشريفهم؛ وملجأهم في الأمور؛ وموئلهم في النوائب؛ وأول من خضب بالسواد؛ وكان يرفع من مائدته للطير والوحش في رؤوس الجبال؛ ومن ثم يقال له: "مطعم طير السماء"؛ والشيخ الجليل؛ صاحب الطير الأبابيل؛ وجعل باب الكعبة ذهبا؛ وكانت له السقاية والزيارة والسدانة والرفادة والحجابة والإفاضة والندوة؛ وحرم الخمر على نفسه في الجاهلية؛ ( ابن هاشم ) ؛ اسمه عمرو ؛ ولقب به لأنه أول من هشم الثريد لقومه؛ في الجدب؛ قال النيسابوري : كان النور على وجهه كالهلال؛ لا يمر بشيء إلا سجد له؛ ولا رآه أحد إلا أقبل نحوه؛ سأله قيصر أن يتزوج ابنته؛ لما رأى في الإنجيل من صفة ابنه؛ قال ابن الأثير : مات وله عشرون؛ أو خمس وعشرون سنة؛ (ابن عبد مناف ) ؛ اسمه المغيرة ؛ وكنيته "أبو عبد شمس"؛ كان يقال له: "قمر البطحاء"؛ لجماله؛ سمي به لطوله؛ وكان مطاعا في قريش ؛ ( ابن قصي ) ؛ تصغير " قصي "؛ أي: بعيد؛ لأنه بعد عن قومه في بلاد قضاعة ؛ مع أمه؛ واسمه "مجمع" ؛ أو "رند" ؛ ملكه قومه عليهم؛ فكان أول ملك من بني كعب ؛ وكان لا يعقد عقد نكاح؛ ولا غزو؛ إلا في داره؛ ( ابن كلاب ) ؛ بكسر الكاف؛ والتخفيف؛ منقول من المصدر بمعنى "المكالبة"؛ أو من "الكلاب"؛ جمع "كلب"؛ لقب به لحبه للصيد؛ اسمه حكيم ؛ أو حكيمة ؛ أو عروة ؛ وكنيته " أبو زرعة "؛ وهو أول من حلى السيوف بالنقد؛ ( ابن مرة ) ؛ بضم الميم؛ كنيته "أبو يقظة" ؛ ( ابن كعب ) ؛ كنيته "أبو هصيص" ؛ وهو أول من قال: "أما بعد"؛ وأول من جمع يوم [ ص: 37 ] العروبة ؛ وكان يجمع قريشا يومها فيخطبهم؛ ويذكرهم بمبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وأنه من ولده؛ ( ابن لؤي ) ؛ بضم اللام؛ وهمزة؛ وتسهل؛ ( ابن غالب ) ؛ كنيته "أبو تيم" ؛ ( ابن فهر ) ؛ بكسر؛ فسكون؛ اسمه " قريش "؛ وإليه ينسب قريش ؛ فما كان فوقه فكناني؛ ( ابن مالك ) ؛ اسم فاعل من "ملك؛ يملك"؛ يكنى " أبا الحارث "؛ ( ابن النضر ) ؛ بفتح؛ فسكون؛ اسمه قيس ؛ لقب به لنضارة وجهه؛ وجماله؛ ويكنى "أبا مخلد" ؛ أو "عبد المطلب" ؛ رأى في منامه شجرة خضراء خرجت من ظهره؛ ولها أغصان؛ نور من نور؛ فجذبت إلى السماء؛ فأولت بالعز والسؤدد؛ ( ابن كنانة ) ؛ لقب به لأنه كان سترا على قومه؛ كالكنانة؛ أو الجعبة الساترة للسهام؛ لأنه كان عظيم القدر؛ يحج إليه العرب؛ لعلمه وفضله؛ ( ابن خزيمة ) ؛ تصغير "خزمة"؛ يكنى "أبا أسد"؛ له مكارم وأفضال بعدد الرمال؛ ( ابن مدركة ) ؛ بضم؛ فسكون؛ اسمه عمرو ؛ وحكى الرشاطي عليه الإجماع؛ وكنيته "أبو هذيل" ؛ لقب به لأنه أدرك أرنبا عجز عنها رفقاؤه؛ ( ابن إلياس ) ؛ بكسر الهمزة؛ أو بفتحها؛ ولامه للتعريف؛ وهمزته للوصل عند الأكثر؛ كنيته " أبو عمرو "؛ وهو أول من أهدى البدن؛ للبيت؛ قيل: وكان يسمع في صلبه تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحج؛ ولما مات؛ أسفت زوجته خندف عليه؛ فنذرت لا تقيم ببلد مات فيه؛ ولا يظلها سقف؛ وحرمت الرجال والطيب؛ وخرجت سائحة؛ حتى ماتت؛ فضرب بها المثل؛ ( ابن مضر ) ؛ بضم؛ ففتح؛ معدول عن "ماضر" ؛ اسمه عمرو ؛ ومن كلامه: من يزرع شرا؛ يحصده؛ وخير الخير أعجله؛ واحملوا أنفسكم على مكروهها فيما يصلحها؛ واصرفوها عن هواها فيما يفسدها؛ وكانت له فراسة وقيافة؛ ( ابن نزار ) ؛ بكسر النون؛ والتخفيف؛ من "النذر": القليل؛ لأن أباه حين ولد نظر إلى نور النبوة بين عينيه؛ ففرح به؛ وأطعمه كثيرا؛ وقال: هذا نور في حق هذا؛ وكنيته "أبو إياد" ؛ ( ابن معد بن عدنان ) ؛ إلى هنا معلوم الصحة؛ متفق عليه؛ قال ابن دحية : أجمعوا على أنه لا يجاوز عدنان ؛ وعن الحبر : بين عدنان ؛ وإسماعيل ثلاثون أبا؛ لا يعرفون؛ ومن ثم أنكر مالك على من رفع نسبه إلى آدم - عليه السلام -؛ وقال: من أخبره به؟ أي: لأنه من كلام المؤرخين؛ ولا ثقة بهم؛ قال ابن القيم : ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل ؛ وهو الذبيح؛ على الصواب؛ قال: والقول بأنه إسحاق باطل من عشرين وجها؛ وقال ابن تيمية : هو إنما يتلقى من أهل الكتاب ؛ وهو باطل بنص كتابهم؛ (وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما) ؛ فرقة؛ (فأخرجت من بين أبوي؛ فلم يصبني من عهد الجاهلية) ؛ قال مغلطاي : إنما كان آباؤه فضلاء عظماء؛ لأن النبوة ملك وسياسة عامة ؛ والملك في ذوي الأحساب والأخطار؛ وكلما كانت خصال الفضل أكثر؛ كانت الرعية أكثر انقيادا؛ وأسرع طاعة؛ وكلما كان في الملك نقيصة؛ نقصت أتباعه ورعاياه؛ فلذا جعل من خير الفرق؛ وخير البقاع؛ (وخرجت من نكاح؛ ولم أخرج من سفاح؛ من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي؛ وأمي) ؛ آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ؛ تلتقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جهة آبائه في "كلاب"؛ (فأنا خيركم نسبا) ؛ "النسب": اسم لعموم القرابة؛ (وخيركم أبا) ؛ ( البيهقي ؛ في الدلائل) ؛ أي: في كتابه "دلائل النبوة"؛ (عن أنس ) ؛ ورواه الحاكم أيضا باللفظ المزبور؛ عن أنس المذكور؛ قال: بلغ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن رجالا من كندة يزعمون أنه منهم؛ فقال: "إنما يقول ذلك العباس ؛ وأبو سفيان ؛ إذا قدما إليكم؛ ليأمنا بذلك؛ وإنا لا ننتفي من آبائنا؛ نحن بنو النضر بن كنانة "؛ ثم خطب الناس؛ فقال: "أنا محمد ..." ؛ إلخ.




الخدمات العلمية