الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2684 - "أنا النبي لا كذب؛ أنا ابن عبد المطلب ؛ أنا أعرب العرب؛ ولدتني قريش ؛ ونشأت في بني سعد بن بكر ؛ فأنى يأتيني اللحن؟!"؛ (طب)؛ عن أبي سعيد ؛ (ض) .

التالي السابق


(أنا النبي لا كذب) ؛ أي: أنا النبي؛ والنبي لا يكذب ؛ فلست بكاذب فيما أقول؛ وقوله: "لا كذب"؛ بسكون الباء؛ وحكى ابن المنير عن بعضهم فتحها؛ ليخرج عن الوزن؛ قال في المصابيح: وهذا تفسير للرواية الثابتة بمجرد خيال يقوم في النفس؛ وقد ذكروا ما يدفع كون هذا شعرا؛ فلا حاجة لإخراج الكلام عما هو عليه في الرواية؛ (أنا ابن عبد المطلب ؛ أنا أعرب العرب؛ ولدتني قريش ؛ ونشأت في بني سعد بن بكر ) ؛ يعني: استرضعت فيهم؛ وهم من أفصح العرب؛ (فأنى يأتيني اللحن؟!) ؛ تعجب؛ أي: كيف يجوز علي النطق باللحن؛ وأنا أعرب العرب؛ ولذلك أعيي فصحاء العرب؛ الذين يتنافسون بالشعر في مناظم قريضهم ورجزهم ومقطعاتهم وخطبهم؛ وما يتصرفون فيه من الكناية والتعريض والاستعارة والتمثيل؛ وصنوف البديع؛ وضروب المجاز؛ والافتنان في الإشباع والإيجاز؛ حتى قعدوا مقهورين مغمورين؛ وبقوا مبهوتين مبهورين؛ حتى استكانوا وأذعنوا وأسهبوا في الاستعجاب وأمعنوا.

(تنبيه) :

قال في الروض: إنما دفع أشراف العرب أولادهم إلى المراضع في القبائل ؛ ولم يتركوهم عند أمهاتهم؛ لينشأ الطفل في الأعراب؛ فيكون أفصح للسانه؛ وأجلد لجسمه؛ وأجدر ألا تفارقه الهيئة المعربة؛ كما قال في الحديث: "تمعددوا؛ واخشوشنوا" ؛ فكان ذلك يحملهم على الرضعاء إلى المراضع الأعرابيات؛ وكان عبد الملك بن مروان يقول: أضرنا حب الوليد ؛ لأن الوليد كان لحانا؛ لكونه أقام مع أمه؛ وغيره من إخوته أسكنوا البادية؛ فتعربوا؛ ثم أدبوا؛ فتأدبوا.

(طب؛ عن أبي سعيد ) ؛ الخدري ؛ قال الهيثمي : فيه مبشر بن عبيد ؛ وهو متروك.




الخدمات العلمية