الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2686 - "أنا النبي الأمي الصادق الزكي ؛ الويل كل الويل لمن كذبني وتولى عني وقاتلني؛ والخير لمن آواني ونصرني وآمن بي وصدق قولي وجاهد معي"؛ ابن سعد ؛ عن عبد عمرو بن جبلة الكلبي ؛ (صح) .

التالي السابق


(أنا النبي) ؛ هذا وما قبله وما بعده؛ من قبل ما ورد فيه الجملة الخبرية لأمور غير فائدة الخبر ولازمه؛ والقصد به هنا إظهار شرفه؛ وكونه عند ربه بمكان علي؛ حيث خصه بأنه النبي؛ (الأمي ) ؛ أي: الذي جعلني الله بحيث لا أهتدي للخط؛ ولا أحسنه؛ لتكون الحجة أثبت؛ والشبهة أدحض؛ النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم ؛ وهذا أعلى درجات الفضل له؛ حيث كان أميا؛ آتيا بالعلوم الجمة؛ والحكم المتوافرة؛ وأخبار القرون الماضية؛ بلا تعلم خط؛ واستفادة من كتاب؛ (الصادق الزكي) ؛ أي: الصالح؛ يقال: "زكا الرجل؛ يزكو"؛ إذا صلح؛ و"زكيته"؛ بالتثقيل: نسبته إلى الزكاء؛ بالمد؛ وهو الصلاح؛ (الويل كل الويل) ؛ أي: التحسر والهلاك كله؛ (لمن كذبني) ؛ فيما جئت به من عند الله ؛ (وتولى عني) ؛ أعرض ونأى بجانبه؛ (وقاتلني؛ والخير لمن آواني) ؛ أي: أنزلني عنده؛ وأسكنني في سكنه؛ (ونصرني) ؛ أعانني على عدوي؛ وقوى شوكتي عليه؛ يقال: "نصرني على عدوي"؛ و"نصرته منه نصرا"؛ أعنته؛ وقويته؛ (وآمن بي وصدق قولي) ؛ الظاهر أن الجمع للإطناب؛ إذ الإيمان للتصديق؛ وقد يتمحل للتغاير؛ (وجاهد معي) ؛ في سبيل الله؛ أي: بذل وسعه وطاقته في القتال لنصرة الدين ؛ وذكره ابن ظفر ؛ عن سفيان المجاشعي ؛ أنه رأى قوما من تميم اجتمعوا على كاهنتهم؛ فسمعها تقول: العزيز من والاه؛ والذليل من حالاه؛ والموفور من مالاه؛ فقال سفيان : من تذكرين؟ قالت: صاحب حل وحرم؛ وهدي وعلم؛ وبطش وحلم؛ وحرب وسلم؛ فقال سفيان : لله أبوك؛ من هو؟ قالت: نبي قد أتى؛ يبعث إلى الأحمر والأسود؛ بكتاب لا يفند؛ اسمه أحمد ؛ قال المؤلف: من خصائصه إتيانه الكتاب؛ وهو أمي لا يقرأ؛ ولا يكتب.

( ابن سعد ) ؛ في الطبقات؛ (عن عبد عمرو بن جبلة ) ؛ بفتح الجيم؛ والموحدة؛ ( الكلبي) ؛ له وفادة؛ وشعر في الطبقات.




الخدمات العلمية