الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2690 - "أنا أول من تنشق الأرض عنه؛ فأكسى حلة من حلل الجنة ؛ ثم أقوم عن يمين العرش؛ ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري"؛ (ت)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


(أنا أول من تنشق عنه الأرض ) ؛ أي: أول من تعاد فيه الروح يوم القيامة؛ ويظهر؛ (فأكسى) ؛ [ ص: 41 ] بالبناء للمجهول؛ (حلة من حلل الجنة) ؛ ويشاركه في ذلك إبراهيم الخليل - عليه السلام -؛ وهذا دلالة على قربه من ربه؛ وكرامته عليه؛ إذ يكسى حيث عري الناس؛ من لباس الجنة؛ قبل دخولها؛ كدأب الملوك مع خواصها؛ فله المقام الخاص المعبر عنه بـ "المحمود"؛ ألا ترى إلى قوله: (ثم أقوم عن يمين العرش) ؟! تلويح بقربه من ربه؛ وكرامته عنده؛ إذ يكسى من الجنة قبل دخولها بلباس؛ ويقوم عن يمين العرش؛ (ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري) ؛ خصيصة شرفني الله (تعالى) بها؛ و"أحد"؛ أعم العام؛ وهو مدخول النفي؛ و"الخلائق"؛ جمع "خلق"؛ فيشمل الثقلين؛ والملائكة؛ وهذا هو الفضل المطلق؛ ولا يعارضه خبر الشيخين: "أنا أول من يرفع رأسه بعد النفخة؛ فإذا موسى - عليه السلام - متعلق بالعرش" ؛ لجواز أن يكون بعد البعث صعقة فزع؛ يسقط الكل؛ ولا يسقط موسى - عليه السلام - اكتفاء بصعقة الطور ؛ فحين يرفع رأسه من هذه الصعقة يراه آخذا بجانب العرش؛ فيكون المراد من النفخة تلك الصعقة؛ ذكره القاضي .

(ت؛ عن أبي هريرة ) .




الخدمات العلمية