الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة المؤلف

- ( حرف الهمزة )

- حرف الباء الموحدة

- حرف التاء

- حرف الثاء

- حرف الجيم

- حرف الحاء

- حرف الخاء

- حرف الدال

- حرف الذال

- حرف الراء

- حرف الزاي

- حرف السين

- حرف الشين

- حرف الصاد

- حرف الضاد

- حرف الطاء

- حرف الظاء

- حرف العين

- حرف الغين

- حرف الفاء

- حرف القاف

- حرف الكاف

- باب كان وهي الشمائل الشريفة

- حرف اللام

- فصل في المحلى بأل من هذا الحرف [ أي حرف اللام ]

- حرف الميم

- حرف النون

- باب المناهي

- حرف الهاء

- حرف الواو

- حرف " لا "

- حرف الياء

فيض القدير

المناوي - محمد عبد الرؤوف المناوي

صفحة

جزء

2709 - "أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق" ؛ (م ن هـ)؛ عن أبي موسى ؛ (صح) .

التالي السابق

عرض الحاشية

(أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ) ؛ أَيْ: مِنْ إِنْسَانٍ؛ يَحْلِقُ شَعْرَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ؛ (وَسَلَقَ) ؛ بِسِينٍ؛ وَصَادٍ؛ أَيْ: رَفَعَ الصَّوْتَ بِالْبُكَاءِ عِنْدَهَا؛ أَوِ الضَّارِبِ وَجْهَهُ عِنْدَهَا ؛ (وَخَرَقَ) ؛ ثَوْبَهُ عِنْدَهَا؛ ذَكَرًا؛ أَوْ أُنْثَى؛ وَفِي رِوَايَةٍ: "وَالشَّاقَّةِ"؛ الَّتِي تَشُقُّ ثَوْبَهَا عِنْدَهَا؛ أَيْ: أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ فَعَلَهُنَّ؛ أَوْ مِنْ عُهْدَةِ مَا لَزِمَنِي بَيَانُهُ؛ أَوْ مِمَّا يَسْتَوْجِبْنَ؛ أَوْ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ؛ وَهُوَ الْبَرَاءَةُ مِنْ فَاعِلِ هَذِهِ الْأُمُورِ.

(م ن هـ؛ عَنْ أَبِي مُوسَى ) ؛ الْأَشْعَرِيِّ ؛ مَرِضَ أَبُو مُوسَى ؛ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ؛ فَصَاحَتِ امْرَأَتُهُ بِرَنَّةٍ ؛ فَأَفَاقَ؛ فَقَالَ: "أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:..." ؛ فَذَكَرَهُ؛ وَظَاهِرُ صَنِيعِ الْمُؤَلِّفِ أَنَّ ذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِمٌ عَنْ صَاحِبِهِ؛ وَالْأَمْرُ بِخِلَافِهِ؛ فَقَدْ عَزَاهُ لَهُمَا مَعًا جَمْعٌ؛ مِنْهُمُ الصَّدْرُ الْمَنَاوِيُّ .

(أنا بريء ممن حلق) ؛ أي: من إنسان؛ يحلق شعره عند المصيبة؛ (وسلق) ؛ بسين؛ وصاد؛ أي: رفع الصوت بالبكاء عندها؛ أو الضارب وجهه عندها ؛ (وخرق) ؛ ثوبه عندها؛ ذكرا؛ أو أنثى؛ وفي رواية: "والشاقة"؛ التي تشق ثوبها عندها؛ أي: أنا بريء ممن فعلهن؛ أو من عهدة ما لزمني بيانه؛ أو مما يستوجبن؛ أو هو على ظاهره؛ وهو البراءة من فاعل هذه الأمور.

(م ن هـ؛ عن أبي موسى ) ؛ الأشعري ؛ مرض أبو موسى ؛ فأغمي عليه؛ فصاحت امرأته برنة ؛ فأفاق؛ فقال: "ألم تعلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:..." ؛ فذكره؛ وظاهر صنيع المؤلف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه؛ والأمر بخلافه؛ فقد عزاه لهما معا جمع؛ منهم الصدر المناوي .