الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2763 - "أهل الجنة جرد؛ مرد؛ كحل؛ لا يفنى شبابهم؛ ولا تبلى ثيابهم" ؛ (ت)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح) .

التالي السابق


( أهل الجنة جرد مرد) ؛ أي: لا شعر على أبدانهم؛ ولا لحاهم؛ قيل: إلا هارون ؛ أخا موسى - عليه الصلاة والسلام -؛ فإن لحيته إلى سرته؛ تخصيصا له؛ وتفضيلا؛ في ترجمة الأسعد ؛ وسئل عن ذلك؛ فقال:

وما في جنان الخلد ذو لحية يرى ... سوى آدم فيما روينا في الأثر

وما جاء في هارون فالذهبي قد ... رأى ذاك موضوعا فكن صيقل الفكر

حكاه الغزالي ؛ وفي رواية ذكرها في لسان الميزان: "إلا موسى ؛ فلحيته إلى سرته"؛ (كحل) ؛ أي: على أجفانهم سواد خلقي؛ (لا يفنى شبابهم؛ ولا تبلى ثيابهم) ؛ قيل: أراد أن الثياب المعينة لا يلحقها البلى؛ ويحتمل إرادة الجنس؛ بل لا تزال عليهم الثياب الجدد؛ كما أنها لا ينقطع أكلها من حينه؛ بل كل مأكول يخلفه مأكول آخر؛ وكل ثمرة قطعت خلفتها أخرى؛ وهكذا؛ لا يقال: الأبدان مركبة من أجزاء متضادة الكيفية؛ متعرضة للاستحالات المؤدية إلى الانفكاك؛ والانحلال؛ فكيف يعقل خلودها في الجنان؛ لأنا نقول: إنه (تعالى) يعيدها؛ بحيث لا يعتريها الاستحالة؛ بأن يجعل أجزاءها مثلا متفاوتة في الكيف؛ متساوية في القوة؛ لا يقوى شيء منها على إحالة الآخر؛ متعانقة متلازمة؛ لا ينفك بعضها عن بعض؛ على أن قياس ذلك العالم وأحواله على ما نجده ونشاهده؛ نقص عقل؛ وضعف بصيرة.

(ت) ؛ في صفة الجنة؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وقال: حسن غريب؛ أهـ؛ وفيه معاذ بن هشام ؛ حديثه في الكتب الستة؛ قال ابن معين : صدوق؛ وليس بحجة.




الخدمات العلمية