الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2931 - "إياكم والكذب؛ فإن الكذب مجانب للإيمان" ؛ (حم)؛ وأبو الشيخ ؛ في التوبيخ؛ وابن لال ؛ في مكارم الأخلاق؛ عن أبي بكر ؛ (ح) .

التالي السابق


(إياكم والكذب ) ؛ فإن جريمته عظيمة؛ وعاقبته وخيمة؛ فإن العبد إذا قال بلسانه ما لم يكن؛ كذبه الله؛ وكذبه إيمانه من قلبه؛ لأنه إذا قال لما لم يكن: إنه كان؛ فقد زعم أنه (تعالى) خلقه؛ ولم يكن خلقه؛ فقد افترى على الله؛ فيكذبه إيمانه؛ فلذلك قال: (فإن الكذب مجانب للإيمان) ؛ بنص القرآن؛ فإنه - سبحانه - علل عذاب المنافقين به في قوله: ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ؛ ولم يقل: "بما كانوا يصنعون من النفاق"؛ إيذانا بأن الكذب قاعدة مذهبهم؛ وأسه؛ فينبغي تجنبه؛ لمنافاته لوصف الإيمان والتصديق؛ روى ابن عبد البر في التمهيد أن عبد الله بن جراد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - هل يزني المؤمن؟ قال: "قد يكون ذلك"؛ قال: هل يكذب؟ قال: "لا" ؛ ومن آفات الكذب أنه يضيق الرزق؛ فقد روى أبو الشيخ في الطبقات عن أبي هريرة - رضي الله عنه - رفعه: "الكذب ينقص الرزق" .

(حم؛ وأبو الشيخ ؛ في التوبيخ؛ وابن لال ؛ في مكارم الأخلاق) ؛ وابن عدي ؛ في الكامل؛ (عن أبي بكر الصديق ) - رضي الله عنه - قال: قام فينا خطيبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي هذا؛ عام أول؛ ثم بكى؛ وقال: "إياكم والكذب..." ؛ إلخ؛ قال الزين العراقي : وإسناده حسن؛ أهـ؛ وقال الدارقطني ؛ في العلل: الأصح وقفه؛ ورواه ابن عدي من عدة طرق؛ ثم عول على وقفه.




الخدمات العلمية