الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
302 - " اخلفوني في أهل بيتي " ؛ (طس)؛ عن ابن عمر ؛ (ض).

التالي السابق


(اخلفوني) ؛ بضم الهمزة؛ واللام؛ أي: كونوا خلفائي؛ (في أهل بيتي) ؛ علي؛ وفاطمة ؛ وابنيهما؛ وذريتهما؛ فاحفظوا حقي فيهم؛ وأحسنوا الخلافة عليهم؛ بإعظامهم؛ واحترامهم؛ ونصحهم؛ والإحسان إليهم؛ وتوقيرهم؛ والتجاوز عن مسيئهم؛ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ؛ قال المجد اللغوي: وما احتج به من رمي عوامهم بالابتداع؛ وترك الاتباع؛ لا ينجع؛ فإنه إذا ثبت هذا في معين؛ لم يخرج عن حكم الذرية؛ فالقبيح عمله؛ لا ذاته؛ وقد منع بعض العمال على الصدقات بعض الأشراف؛ لكونه رافضيا؛ فرأى تلك الليلة أن القيامة قد قامت؛ ومنعته فاطمة من الجواز على الصراط؛ فشكاها لأبيها؛ فقالت: منع ولدي رزقه؛ فاعتل بأنه يسب الشيخين؛ فالتفتت فاطمة إليهما؛ وقالت: أتؤاخذان ولدي؟ قالا: لا؛ فانتبه مذعورا؛ في حكاية طويلة؛ ولما جرى للإمام أحمد بن حنبل من الخليفة العباسي ما جرى؛ ندم؛ وقال: اجعلني في حل؛ فقال: ما خرجت من منزلي حتى جعلتك في حل؛ إعظاما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لقرابتك منه؛ وحكى المقريزي عن بعض العلماء أنه كان يغض من بعض أشراف المدينة؛ لتظاهرهم بالبدع؛ فرأى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في النوم؛ فعاتبه؛ فقال: يا رسول الله؛ حاش لله؛ ما أكرههم؛ إنما كرهت تعصبهم على أهل السنة؛ فقال مسألة فقهية: " أليس الولد العاق يلحق بالنسب؟" ؛ قال: نعم؛ قال: " هذا ولد عاق" ؛ قال السيد السمهودي: وحكى لي شيخنا شيخ الإسلام قاضي القضاة يحيى المناوي أن شيخه الشريف الطباطبي؛ كان بخلوته؛ بجامع عمرو ؛ بمصر؛ فتسلط عليه تركي يسمى قرقماس الشعباني؛ وأخرجه منها؛ فقال له رجل: رأيتك الليلة بين يدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو ينشدك هذين البيتين:


يا بني الزهراء والنور الذي ... ظن موسى أنه نار قبس

لا أوالي الدهر من عاداكم
... إنه آخر سطر في عبس



إشارة إلى قوله (تعالى): أولئك هم الكفرة الفجرة ؛ ثم أخذ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عذبة سوط بيده فعقدها ثلاث عقد؛ قال شيخ الإسلام: فكان من تقدير الله (تعالى) أن ضربت رأس قرقماس؛ فلم تقطع إلا بثلاث ضربات؛ فكان ذلك السوط من قبيل قوله (تعالى): فصب عليهم ربك سوط عذاب

(طس؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وقال: إن ذلك آخر ما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال الهيتمي: فيه عاصم بن عبد الله ؛ وهو ضعيف.



الخدمات العلمية