الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3299 - "تسموا باسمي؛ ولا تكنوا بكنيتي" ؛ (حم ق ت هـ)؛ عن أنس ؛ (حم ق هـ)؛ عن جابر .

التالي السابق


(تسموا باسمي) ؛ " محمد" ؛ و" أحمد وحقيقة التسمية: تعريف الشيء بالشيء؛ لأنه إذا وجد وهو مجهول الاسم؛ لم يكن له ما يقع تعريفه به؛ فجاز تعريفه يوم وجوده؛ أو إلى ثلاثة أيام؛ أو سبعة؛ أو فوقها؛ والأمر واسع؛ وهذا نص صريح في الرد على من منع التسمي باسمه؛ كالتكني ؛ قال المؤلف في مختصر الأذكار: وأفضل الأسماء: " محمد "؛ (ولا تكنوا) ؛ بفتح التاء؛ والكاف؛ وشد النون؛ وحذف إحدى التاءين؛ أو بسكون الكاف؛ وضم النون؛ (بكنيتي) ؛ أي: " القاسم "؛ إعظاما لحرمتي؛ فيحرم التكني به لمن اسمه " محمد "؛ وغيره؛ في زمنه وغيره؛ على الأصح عند الشافعية ؛ وجوز مالك التكني بعده به؛ حتى لمن اسمه " محمد "؛ وقوله: "تسموا"؛ جملة من فعل؛ وفاعل؛ و"باسمي"؛ صلة؛ وكذا "ولا تكنوا بكنيتي"؛ وهو من عطف منفي على مثبت؛ وهذا قاله حين نادى رجل: يا أبا القاسم ؛ فالتفت؛ فقال: لم أعنك؛ إنما دعوت فلانا؛ قال الحرالي : والتسمية إبداء الشيء باسمه للسمع؛ في معنى المصور؛ وهو إبداء الشيء بصورته في العين.

(تنبيه) :

من الغريب ما قيل: إنه يحرم التسمي باسمه " محمد "؛ والتسمي بالقاسم ؛ لئلا يكنى أبوه " أبا القاسم "؛ حكاهما النووي - رضي الله عنه -؛ في شرح مسلم ؛ فأما الثاني فمحتمل؛ وأما الأول فيكاد يكون باطلا؛ لقيام الإجماع؛ وظاهر كلامهم أنه إنما كني بـ "أبي القاسم "؛ فقط؛ دون غيره؛ وليس كذلك؛ فقد أخرج البيهقي وابن الجوزي وغيرهما؛ عن أنس قال: لما ولد إبراهيم؛ ابن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من مارية ؛ كاد يقع في نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - منه؛ حتى أتاه جبريل - عليه السلام -؛ فقال: "السلام عليك يا أبا إبراهيم " ؛ قال ابن الجوزي - عقبه -: وقد نهى أن يكنى بكنيته؛ هذا لفظه؛ وقضيته الحرمة؛ كأبي القاسم ؛ لكن قد يقال: إنما [ ص: 246 ] حرم بـ " أبي القاسم "؛ لأنه كان ينادى به؛ لكونه أول ولد ولد له؛ فاشتهر به؛ ولم يكن يدعى بـ "أبي إبراهيم ".

(حم ق ن هـ؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ قال: نادى رجل رجلا بالبقيع : يا أبا القاسم ؛ فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: يا رسول الله إني لم أعنك؛ إنما دعوت فلانا ؛ فذكره؛ (حم ق هـ؛ عن جابر ) ؛ قال: ولد لرجل منا غلام؛ فسماه " محمدا "؛ فقال له قومه: لا تدعه يسمى باسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فانطلق بابنه حامله على ظهره؛ فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله؛ ولد لي ولد؛ فسميته " محمدا "؛ فمنعني قومي ؛ فذكره؛ قال ابن حجر : في الباب ابن عباس ؛ وغيره.




الخدمات العلمية