الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3444 - "ثلاث من الفواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر؛ وإن أسأت لم يغفر ؛ وجار إن رأى خيرا دفنه؛ وإن رأى شرا أشاعه؛ وامرأة إن حضرت آذتك؛ وإن غبت عنها خانتك"؛ (طب)؛ عن فضالة بن عبيد ؛ (ح) .

التالي السابق


(ثلاث من الفواقر) ؛ أي: الدواهي؛ واحدتها "فاقرة"؛ كأنها التي تحطم الفقار؛ كما يقال: "قاصمة الظهر"؛ ذكره الزمخشري ؛ ( إمام) ؛ يعني: خليفة؛ أو أمير؛ (إن أحسنت لم يشكر ) ؛ إياك؛ على إحسانك؛ (وإن أسأت لم يغفر) ؛ لك ما فرط من هفوة؛ أو كبوة؛ بل يعاقب عليه؛ ( وجار) ؛ جائر ؛ (إن رأى) ؛ أي: علم منك؛ (خيرا) ؛ فعلته؛ (دفنه) ؛ أي: ستره؛ وأخفى أثره؛ حتى كأنه لم يعرف خبره؛ (وإن رأى) ؛ عليك؛ (شرا أشاعه) ؛ أي: نشره؛ وأظهره؛ وأفشاه بين الناس؛ ليشينك به؛ ويلحق بذلك العار والعيب؛ (وامرأة) ؛ [ ص: 297 ] أي: زوجة لك؛ (إن حضرت) ؛ عندها؛ (آذتك ) ؛ بالقول؛ والفعل؛ (وإن غبت عنها خانتك) ؛ في نفسها؛ بالخنا؛ والزنا؛ وفي مالك بالإسراف؛ والاعتساف؛ وعدم الرفق؛ والإلطاف؛ فكل واحدة من هذه الثلاث هي الداهية والبلية العظمى؛ فإن اجتمعت فذلك البلاء الذي لا يضاهى؛ والحزن الذي لا يتناهى.

(طب؛ عن فضالة ) ؛ بفتح الفاء؛ ومعجمة خفيفة؛ ( ابن عبيد ) ؛ بالتصغير؛ قال الحافظ العراقي : سنده حسن؛ وقال تلميذه الهيثمي : فيه محمد بن عصام بن يزيد ؛ ذكره ابن أبي حاتم ؛ ولم يخرجه؛ ولم يوثقه؛ وبقية رجاله وثقوا.




الخدمات العلمية