الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3521 - "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة؛ وعصى إمامه؛ ومات عاصيا ؛ وأمة أو عبد أبق من سيده؛ فمات؛ وامرأة غاب عنها زوجها؛ وقد كفاها مؤنة الدنيا؛ فتبرجت بعده؛ فلا تسأل عنهم"؛ (خد ع طب ك هب)؛ عن فضالة بن عبيد ؛ (صح) .

التالي السابق


(ثلاثة لا تسأل عنهم) ؛ أي: فإنهم من الهالكين؛ ( رجل فارق) ؛ بقلبه ولسانه واعتقاده ؛ أو ببدنه ولسانه؛ وخص [ ص: 325 ] الرجل بالذكر لشرفه؛ وأصالته؛ وغلبة دوران الأحكام عليه؛ فالأنثى مثله؛ من حيث الحكم؛ (الجماعة) ؛ المعهودين؛ وهم جماعة المسلمين؛ (وعصى إمامه) ؛ إما بنحو بدعة؛ كالخوارج المتعرضين لنا؛ والممتنعين من إقامة الحق عليهم؛ المقاتلين عليه؛ وإما بنحو بغي؛ أو حرابة؛ أو صيال؛ أو عدم إظهار الجماعة في الفرائض؛ فكل هؤلاء لا تسأل عنهم؛ لحل دمائهم؛ (ومات عاصيا) ؛ فميتته ميتة جاهلية؛ (وأمة أو عبد أبق من سيده) ؛ أو سيدته؛ أي: تغيب عنه في محل؛ وإن كان قريبا؛ (فمات) ؛ فإنه يموت عاصيا؛ ( وامرأة غاب عنها زوجها؛ وقد كفاها مؤنة الدنيا؛ فتبرجت بعده ؛ فلا تسأل عنهم) ؛ فائدة ذكره ثانيا تأكد العلم؛ ومزيد بيان الحكم.

(خد ع طب ك هب؛ عن فضالة بن عبيد ) ؛ قال الحاكم : على شرطهما؛ ولا أعلم له علة؛ وأقره الذهبي ؛ وقال الذهبي : رجاله ثقات.




الخدمات العلمية